اتكأ علي عصاه ثم مضى يجر قدميه متوشحا رداءه الابيض شئ ما بداخله بدأت ترسمه قسمات وجهه.. تتبعها قطرات من الدموع التي يحاول كفكفتها بيدين مرتعشتين. مضى يتمتم بكلمات غاضبة صارخة دوى لها المكان والزمان وتسمرت لها العيون استغرابا وحيرة! كان صراخه يتعالى يتشنج. لم تثمر تلك السنوات سوى الحسرة والندم. آه لقد تحطمت آمالي وتمزقت آهاتي وحنيني كان يردد تلك الكلمات وهو يجوب الشوارع والطرقات بخطى مبعثرة يترنح حيالها يمينا ويسارا وما أن انهكت قواه وخار جسده المتعب حتى استلقى على الارض طريحا مطلقا عنانه للسماء وتاره يحدق في الوجوه التي تسمرت حياله. ما بك ياعم وما هذا الحزن الذي يخيم على محياك.. استند ورفع قامته بصمت دون ان يتفوه بكلمة ثم ما لبث ان تابع خطاه ومضى في طريقه وهو لا يزال يتمتم بكلمات مبهمة تمتزج بزفرات وآهات يطلقها بين الحين والاخر. استوقفه احد المارة مشفقا عليه حين رأى علامات الارهاق والاسى الذي يمتلكه.. طلب منه الاستناد عليه، اطبق على يديه واجلسه بينما تأمل وجهه ليشعر بنور السكينة الذي انبلج من بين كفيه لينشله من ظلام دامس خلقه ذاك المشهد الذي هز كيانه واقتحم نفسه الجريحة ونزفها الدامي.. رفع أنامله ومسح بقايا قطرات الدموع التي مازالت رقراقة في مقلتيه سأله ما بك يا عم..؟ اخذ يتأمل وجهه من جديد.. وكأنه رأى صورته امامه تم افصح قائلا: لا شيء انما هو شعور يعتريني كلما تذكرت احبتي. اطبق على يديه ثم مضى معه بينما الذكريات تشغل فيض نفسه واخذ يعيد الماضي في خياله. تنهد تنهيدة حارقة ثم اخذ يتذكر. ما اجمل تلك السنوات التي مضت من عمري.. عندما بشرت بقدومه كانت سعادتي غامرة.. اقمت الحفلات والولائم بعدما اشعلت مصابيح فرحي وزينت داري باللعب والهدايا وكل ما تمناه كنت له السكن الهاديء والفراش الوثير.. حتى ترعرع وكبر في حضني اغرقت عليه من مشاعري الكثير وملأت الدنيا عشبا اخضر وزهرا متفتحا كنت اتفانى في طلباته حتى أتى ذلك اليوم.. آه لقد محوت وجودي بيدي من سجل حياته عندما استسلمت لرغباته ووقعت تلك الورقة. مضت بي السنون طويلا حتى استنفد ما لدي. وحين أتيته اجر قدمي لحظتها ايقنت انه سيستقبلني بحفاوة وترحب وفرح بالغ.. آه يا لوعة حزني عندما طرقت باب الدار فتحه وعندما رآنى وقفت هولا تمتم بكلمات لم افهمها. ردني بكلمات جارحة ما الذي اتى بك الى هنا؟؟ وماذا تريد؟؟ طلبت منه المضي للداخل فاعتذر قائلا: هل تريد ان استقبلك في بيتي بهذه الثياب الرثة ماذا اقول لاولادي عندما يسألونني من تكون اذهب وسآتي اليك بنفسي قالها وهو يهم بقفل الباب استجمعت قواي ومضيت اردد لعلها كانت نهاية. @ @ @ فاطمة الخماس من المحرر استهلال جيد وان اسهب في الوصف بما لا يتناسب مع بساطة الحدث.. وقلت مساحة السرد فلم تتكشف لنا مرتكزاته ودوافعه.. وان كانت هناك قدرات واضحة تتنامى تؤكد الوعي بالقص والاتجاه نحوه بثبات.