نتضايق احيانا حينما نكون صادقين في اقوالنا او سلوكياتنا وحريصين على كل ما نعمله ونقوم به فلا نجد من يصدقنا او على الاقل يقدر ما نقوم به بينما حينما نخطىء قليلا ورغما عنا، او نكون تحت ضغوط معينة فنتلفظ بأشياء لا نقصدها تماما تؤخذ علينا ونصدق فيها ونعامل على اساسها وبمقتضاها، يعني كأنهم (لم يكذبوا خبرا) او كأنهم كانوا ينتظرون منا أي كلمة او هفوة ليحاسبونا عليها. نعم نحاسب على الاشياء التي لانريد من الغير ان يحاسبنا عليها اما الاشياء الحلوة التي تعبر عن جوهر معدننا وجمال دواخلنا فلا يلتفت اليها احد ولا يكترث بها وكأنها شيء عادي يمر مرور الكرام أليس هذا قهرا؟ وحقيقة القول ان هذه العبارة (ما كذب خبر) تحمل في طياتها العديد من المضامين النفسية التي تعكس واقع الحال الذي نعيشه ونتعامل معه فأنت في داخلك كأنك تقول مابال هؤلاء القوم؟ ألم يلتفتوا الي سوى اليوم؟ سوى هذه اللحظة؟ سوى عندما قلت رأيي بصراحة واعترضت على كل ما يمس كرامتي ومشاعري وكبريائي؟ ما بال هؤلاء الناس لم يلتفتوا الي الا حينما كنت صريحا؟ وحينما شعروا بأنهم على خطأ وانهم يريدون الخلاص والتهرب من شيء ما لا يعجبهم ولا يروق لهم او يخافون منه؟ ترى هل كان هؤلاء الاشخاص يتربصون بي ويصطادون اخطائي وينتظرون مني أي زلة مهما كانت بسيطة كي يحاسبوني عليها؟ ولم هذا التسرع في الحكم على كل شيء في اوقات هم يعرفون جيدا انني اقولها او افعلها وانا غير راض عنها او غير مقتنع بها؟ ان الشيء الجميل في هذه العبارة هو الطريقة التي نقول بها والملامح الغريبة التي تبدو علينا بشكل تلقائي حيث اننا حينما نردد هذه العبارة فاننا نقولها بدهشة واعتراض والاهم من ذلك انها مصحوبة بابتسامة حتى وان حاولنا اخفاءها او مداراتها! كأنك حينما تقول هذه العبارة لشخص ما (هيه.. هيه على رسلك لا تصدقني في كل شيء تراني امزح معك ولا اقصد ما اقوله) ولكن بعد ماذا هو اصلا أي الطرف الاخر كان ينتظر منك أي شيء كي يقوم بأي شيء بغض النظر عن هذا الشيء ومنطقيته ومشروعيته؟ ومع الاسف فتلك حقيقة مزعجة لان هناك اناسا ينتظرون أي خبر مهما كان كي ينشروه في كل مكان وكأنهم صحفيون يركضون خلف الخبر أي خبر ليكون مادة صحفية دسمة.. فما بالك اذا كان الخبر نفسه مثيرا ولافتا للنظر. مشكلة هذه العبارة انها تجسد لنا طبيعة بعض البشر ممن يغلب عليهم التسرع وعدم التثبت او التحقق من كل ما يقال لهم او يصل اليهم. ولكن هذا لا يعني ان كل ما يجبر على التلفظ بهذه العبارة في اوقات وظروف معينة هو بالضروري انسان متسرع.. ابدا فنحن نقولها احيانا على سبيل المزاح والمداعبة ولكن ربما اجمل مافيها حينما تقال من قبيل الدلال ممن تحب انت وتود وترتاح اليه بل ربما قلت في نفسك ليته يكررها من حين لآخر لان تلفظه بها له شكل ومذاق آخر يدل على انه (يمون) عليك أليس كذلك؟ وان شئت ان تعيش هذه العبارة وترسم البسمة على شفتيك فعد بالذاكرة للوراء قليلا.. تذكر تلك المواقف الطريفة التي تذكرك بتلك العبارة. هل مر بك شيء منها؟ منذ متى؟ وهل تكرر معك؟ وما المناسبة؟ ان مثل تلك الذكريات مفيدة احيانا بالنسبة لنا لاننا من خلالها نعرف انفسنا اكثر واين كنا واين اصبحنا بل نعرف من خلالها اولئك الاشخاص الذي كانوا معنا واثروا فينا. كل ماعليك الان ان تهيئ نفسك للتفكير ولكن لابد ان تبتسم اولا لان العبارة جميلة ولطيفة وتستحق ان نضحك من اجلها والباقي عليك. همسة صحيح انني احيانا وفي ظروف قاسية في مواقف مؤلمة وفي اوقات محرجة ولاسباب خارجة عن ارادتي ورغما عني قد اعتب عليك بقوة قد اغضب منك وارفع صوتي عليك بشدة قد اقول لك كلاما انا نفسي لا اصدق انني قلته لك ولا ارتضيه لنفسي قد اقول لك لاتكلمني بعد الان ابتعد عني انس ما كان بيننا انس انك تعرفني كل يذهب الى حاله اقول لك ذلك وربما اكثر واكثر @@@ ولكن ارجوك صدقني في كل شيء اقوله لك لب لي كل ما اطلبه منك الا حينما اقول لك لا تكلمني الا حينما اطلب منك ان تقاطعني فلا تصدقني حينها مهما كنت جادة معك مهما رجوتك أي تحقق لي ما اريد في تلك اللحظة @@@ لانني حينها ورغما عني لا اعي نفسي لا اعرف من انا @@@ حينها لا بأس ان كذبتني فلن ألومك ولكن بينك وبين نفسك هاه؟ @@@ حينها لن ازعل منك ولن اعتب عليك ولكن لا تشعرني ولو للحظة واحدة بأنك لم تكذب خبرا حينما طلبت منك ما اريد وكأنك تنتظر ما اقوله لك لتنفذه فورا ودون تردد بل وبكل سعادة صعب علي ما اقوله ولكن ارجوك صدقني في كل شيء الا حينما اطلب منك ان تفارقني وينتهي كل مابيننا @@@ حينها اعتبرني لم اقل شيئا اعتبر انك لم تسمعني بل ولم ترني تلك اللحظة فأنا لا اقوى على ذلك لا اتحمله منك لا اتصور نفسي ابدا من دونك في هذه الحياة لا اتخيل نفسي مطلقا من دون روحي من دون نفسي في هذه الدنيا اقول ذلك كله لانني لا اريد ان اخسرك لا اريد ان افيق ذات يوم ولا اراك بجانبي تساعدني وتشد ازري لا اريد ان افيق ذات يوم واواجه بحقيقة انك لم تعد معي ولي @@@ لا اريد ان اكتشف ولو للحظة واحدة انني كنت اعيش حلما وانني كنت اجري وراء سراب خادع @@@ قد تصر علي وقد تقول لي: ارفق.. ارفق انك تعيش حلما فليكن ذلك ولم لا؟ ان كان يذكرني بك ويجمعني معك @@@ ليكن حلما كما تقول ولكن ارجوك لاتوقظني منه لا تفسده علي فانا لم اشبع منه لم ارتو منه بعد