عدم تصويت الولاياتالمتحدة على قرار مجلس الأمن الأخير الداعي اسرائيل لانهاء حصارها المقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمدينة رام الله،ووقف اجراءاتها التعسفية الرامية لتدمير الهياكل المدنية والأمنية الفلسطينية يدل بوضوح على استياء امريكي من تصرفات شارون ازاء السلطة الفلسطينية، وهو استياء يمثل اشارة واضحة للكف عن المضي في عدوان لن يؤدي الى وقف العنف بل اشعالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي شهدت مظاهرات صاخبة خلال الأيام القليلة الماضية لم تشهدها من قبل، فالانسحاب الاسرائيلي دون قيود او شروط سوف يكفل عودة الأوضاع الى طبيعتها تمهيدا للدخول في مفاوضات جادة بين الطرفين لتسوية الأزمة الفلسطينية، وبدون الانسحاب واحترام ارادة الشعب الفلسطيني فان التوتر سوف يظل هو السائد، ولن تنعم المنطقة بالهدوء الا اذا ركنت اسرائيل لصوت العقل والمنطقة وتوقفت عن ممارسة سياسة العنف وتحدي قرارات مجلس الأمن، فاستخدام الولاياتالمتحدة لوسيلة الامتناع عن التصويت بدلا من استخدام حق النقض يؤكد عدم ارتياح الادارة الأمريكية لما يجري من عنف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرغم أن مجلس الأمن طالب السلطة الفلسطينية بأهمية الوفاء بالتزاماتها الا انه طالب اسرائيل في الوقت ذاته بأهمية الانسحاب وايقاف عملية تدمير السلطة، فالتفاؤل بالقرار الأممي الذي ابدته السلطة الفلسطينية يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، والمهم حاليا ان يعمل المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل من اجل سحب قواتها من الأراضي الفلسطينية تمهيدا لتهدئة الوضع والعودة الى المفاوضات لتسوية أزمة عالقة مازالت تهدد امن المنطقة واستقرارها.