دعوة مجلس الامن للانعقاد للنظر في الجريمة التي ارتكبها شارون بحق الاطفال والنساء في غزة بطلب من المملكة نيابة عن المجموعة العربية انما هو خيار لعدم افلات شارون واركان حكومته من العقاب ولوضع حد لتفرد اسرائيل بان تكون فوق القانون الدولي وحتى لاتتصرف وتكون بمنأى عن المساءلة والمحاسبة. فالجريمة التي ارتكبتها اسرائيل لايقرها اي قانون دولي او انساني وتدخل في باب الشر المطلق وكأن عالمنا في غابة يأكل فيها القوي الضعيف طبعا اسرائيل ما كانت لتتصرف وفق هذا الجنون الا بعد ان استمرأت صمت العالم وانحياز مؤسساته لغطرسة القوة. ما ينتظره العرب من الاممالمتحدة هو توفير الحماية الدولية للفلسطينيين ليتأكد الجميع ان اسرائيل هي التي تصعد العمل العسكري وتستهدف افشال المساعي العربية والدولية بايقاف دورة العنف لتحقق خططها وبرامجها في توسيع الاستيطان وتدمير المنشآت المدنية والاقتصادية والامنية للسلطة الفلسطينية وكذلك اذلال الشعب الفلسطيني. مع الاسف بعض اعضاء مجلس الامن الدولي يماطلون في كشف زيف شارون ويعملون على التغطية على جرائمه وخير دليل ماحدث عندما ماطل مجلس الامن في لجنة تقصي الحقائق في مجزرة مخيم جنين.. ما نطلبه من الاسرة الدولية هو التحرك بسرعة لتحجيم بطش شارون ووضع حد لارهاب الدولة من قبل الدموي شارون ولعل هدف طلب انعقاد المجلس الطارئ وكذلك دعوة اسرائيل للانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو المطلب الذي نعتقد انه شرط ضروري لوضع قطار التسوية على السكة الصحيحة التي تؤدي الى التفاهم بشأن الحل النهائي. ان اخفاق مجلس الأمن في ادانة المجزرة الاسرائيلية سوف يزيد من غضب الشارع العربي وسوف يعطي مبررا لتصرفات اسرائيل في المستقبل حين ترى ان العالم لايجرؤ على ان يقول لها كلمة "لا" ويدفع الفلسطينيين الى فقدان الامل واليأس مما يترتب على ذلك زيادة حدة دورة العنف والفوضى وغياب العقل في ادارة الصراع بين العرب واسرائيل. على مجلس الامن ان يكون على مستوى المسئولية في تعامله مع الطلب العربي وان لاتعمى بصائر الدول المتنفذه في المجلس وان لايكون الفيتو الذي يمكن ان يتخذ بمثابة الغطاء السياسي لجرائم اسرائيل.