من هم داخل السلطة وخارجها مازالوا يشيدون بالعلاقات التي تربط الرياض بواشنطون ويشجبون تلك الأراجيف التي مازالت تنشرها بعض وسائل الاعلام الامريكية المريضة ضد المملكة متهمة اياها بالتحريض على الارهاب، فكما اكد بوش الأب (الرئيس السابق للولايات المتحدة)، في الذكرى الأولى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر الفائت بأنه لا يحبذ وصف المملكة بأنها دولة سيئة كما تذهب الى ذلك بعض الصحف الأمريكية، وقال ما نصه بالحرف: (هذا أمر غير صحيح، فالسعوديون ليسوا اعداءنا واعتقد ان وقوعهم تحت انتقادات كهذه هو أمر سخيف).. كما أكد بوش الأب هذه الحقيقة فان بوش الابن اكد في مناسبات متعددة توجهاته التي لا تختلف في جوهرها عن تلك الحقيقة حينما أعلن صراحة ان اقاويل بعض وسائل الاعلام الأمريكية ضد المملكة انما تمثل وجهات نظرها ولا تمثل وجهة النظر الرسمية للحكومة الأمريكية، وهذا يعني استمرارية التأكيد على قوة العلاقات المتينة التي تربط المملكة بالولاياتالمتحدة وانها لاتزال كما كانت تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل والحرص على دعم قنوات المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين وتطويرها وتنميتها في كل مجال، وبالتالي فان محاولات استثمار تلك الوسائل الاعلامية لأضاليلها واراجيفها ضد المملكة مستفيدة من اجواء ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر الفائت لضلوع بعض العناصر من السعوديين المغرر بهم في تلك الأعمال الارهابية الاجرامية، للنيل من صحة العلاقات التي تربط ما بين البلدين الصديقين وضربها في مقتل لم تفلح في تحقيق أهدافها، كما أنها لم تفلح في ذات الوقت في تشويه صورة الاسلام الناصعة في أوساط الرأي العام في الولاياتالمتحدة وخارجها، فشرفاء العالم يعلمون يقينا ان العقيدة الاسلامية نبذت ظاهرة الارهاب ودعت الى محاربة الارهابيين وفقا لتعاليمها ومبادئها التي حرمت قتل النفس دون وجه حق، وحرمت ترويع الآمنين وتدمير ممتلكاتهم، فما فعله اولئك المجرمون في الحادي عشر من سبتمبر الفائت في الولاياتالمتحدة يتعارض تمام التعارض في تفاصيله وجزئياته مع تلك التعاليم الالهية التي جاءت في محكم التنزيل الشريف، كما أنها تتعارض أيضا مع تعاليم كافة الأديان السماوية والشرائع والأنظمة والقوانين والأعراف، وتتعارض مع معطيات العقل والحكمة والمنطق.