تكثر في حياتنا الراهنة استخدام كلمة الأسرة تعبيرا عن المناخ الأسري لجهة العمل لغرس روح الاخوة في نفوس العاملين، ونجحت بعض الجهات في تحقيق هذا المطلب، فيما فشل البعض الآخر، غير ان الاحساس بالمناخ الأسري يساهم بغير شك في تحسين اداء العمل.. من هنا كان هذا الاستطلاع: زملائي اسرتي يقول خالد الناصر انه يعمل في قسم المكاتب الادارية بمستشفى الامير سعود بن جلوي منذ 8 سنوات، واستطاع تكوين صداقات عديدة خلال هذه الفترة، جعلته يشعر بأن زملاء العمل بمثابة أسرة له.. ويضيف الناصر علاقتي بزملاء العمل تحكمها العلاقات الاجتماعية نفسها التي تحكم العلاقة بين افراد الأسرة، لا سيما وان بعض هؤلاء الزملاء اشعر تجاههم بالمودة كذلك هناك اشخاص يساعدونك على توطيد العلاقة بهم فلا يقيمون الحواجز ويشعرونك دائما انهم قريبون مك في الحزن والفرح. حدود وبدون فضول اما هاني الهزاع فلم يمض على عمله سوى 7 شهور، ورغم قصر هذه الفترة الا انه استطاع وزملاء العمل ان يبنوا علاقة متينة، بسبب وجودهم لفترة طويلة معا في مكان واحد.. ويؤكد الهزاع ان علاقته قوية بالزملاء الا ان حدودا كثيرة يشعر بوجودها بينه وبين الآخرين على الرغم من احساسه بهم ومعرفته باحوالهم الوجدانية باستمرار.. ويضيف الهزاع: انه ليس فضوليا كأن يسأل احدهم مثلا عما يضايقه، كما انه لا يحب علاقات "المصلحة" ويفضل دائما ان تكون العلاقة شخصية. الجديد يصبح قديما يزاول يوسف الحجي عمله في شركة تعمل بمجال النفط، ورغم انه حديث العهد بهذا العمل، الا انه مرتاح للأجواء الجديدةالتي حل فيها، على الرغم مما يعنيه مفهوم الموظف الجديد بالنسبة لتكتل الموظفين القدامى ومعاملة الجديد بشكل متحفظ، لكنها كما يقول الحجي ظاهرة صحية وطبيعية، والموظف الجديد سيصبح مع الوقت قديما وينخرط مع الموظفين القدامى. وحتى الآن يقول الحجي فان علاقته بباقي الموظفين علاقة عمل، ولا يخلو الأمر من بعض الاعتبارات الانسانية، فتبدو المعاملة فعلا وكأننا أسرة واحدة.. ويضيف قائلا: من جهتي قد يعرض البعض مشكلة خاصة علي، او يأخذ رأيي في أمر يخصه، وانا بدوري اتعامل مع هذه الأمور بموضوعية، لأني ارحب بصداقة اي زميل وعن اثر طبيعة العمل على تكوين صداقات من خلال العمل قال الحجي: ان طبيعة العمل لها دور كبير في توطيد العلاقة او تهميشها، فالعمل بالبنك مثلا ينهمك موظفوه على امتداد ساعات الدوام، مما يقلل من فرص اقامة صداقات، وعلى العكس من بعض الوظائف في أماكن اخرى تسمح بالحوار والنقاش بين الموظفين، وانا مع ذلك لكن بشرط الا يتأثر العمل. ويؤكد الحجي: انه مع العلاقات الانسانية وانه ضد (القيل والقال)، وضد نقل هموم الموظف ومشاكله العائلية والشخصية الى مكان العمل.. ويضيف: العمل مهم، لانه يقتل الوقت، ويطور شخصية الانسان. بشير شاهين العمر يقول انه يتواجد دائما في عمله سوى ايام العطل فقط، واستطاع خلال 13عاما قضاها في عمله الحالي، ان يكون علاقات وصداقات جيدة.. ويرى ان العمل فرصة جيدة لتكوين العلاقات، وانه لا يستطيع التحدث الى أو النقاش مع اصدقائه اذا كانت هناك كثافة وازدحام في حركة العمل.