في مثل هذا الشهر من كل عام نقرأ في الصحف اخبار تكريم الوزارات والجهات الحكومية لموظفيها المتقاعدين الذين يتركون مقاعدهم ويترجلون عن صهوات جيادهم بعد سنوات طويلة من التفاني والاخلاص والجهد الكبير.. والمؤلم حقا ان يكون هذا التقاعد بمثابة الطرد لدى بعض الجهات حيث تقطع صلتها بموظفيها المتقاعدين وتسحب منهم حتى بطاقات الدخول لهذه الجهات التي يعملون فيها.. وكأنهم نسيا منسيا.. الا ان خبرا قرأته قبل ايام عن تكريم وزارة الزراعة والمياه لموظفيها المتقاعدين.. حيث جاء في الخبر ان هذه الوزارة حريصة على التواصل مع موظفيها المتقاعدين عبر ترتيبات تنظيمية خاصة بمتقاعديها تشمل اعتماد اشتراك لكل منهم في مجلة الوزارة ليكونوا على صلة بنشاطاتها واخبارها اضافة الى تزويدهم ببطاقة تحمل مسمى آخر وظيفة لكل منهم للتعريف بهم عند اللزوم فضلا عن طلب الاستنارة بآرائهم وخبراتهم شاكرة اياهم على جهودهم المخلصة التي بذلوها في مختلف مناطق المملكة.. مثل هذا الخبر مفرح حقا لانه يدل على لمسة وفاء في حق هؤلاء المتقاعدين وحفظ لكرامتهم وحقوقهم وتقدير فعلي لخدماتهم. ان المتقاعدين وهم يودعون وظائفهم يحتاجون فعلا الى تقدير اكثر مما نراه.. حتى لا يكونوا كالليمونة كما يقولون يعصرونها ثم يقذفونها بعد الانتهاء منها.. ينبغي ان يجد المتقاعدون دعما معنويا كبيرا وان تنشأ لهم اندية خاصة يتلاقون فيها وتتوافر فيها المكتبة والاجهزة الرياضية والمقهى النظيف.. وان تمنحهم جهاتهم التي يعملون فيها بطاقات تعريف دائمة.. وان تستنير هذه الجهات بآرائهم وخبراتهم عند الحاجة. انني أحيي وزارة الزراعة والمياه على ما تبديه من تكريم لموظفيها المتقاعدين واتمنى ان تحذو جميع الجهات هذه الخطوة والا تكون حفلات تكريم المتقاعدين بمثابة لحظات قطع الصلة النهائية مع هؤلاء الموظفين المتقاعدين لان التقاعد ليس نهاية المطاف وليس "مت قاعدا" كما يقولون ولكنه يأتي استجابة لنظام نهاية الخدمة عند سن معينة.. والتواصل عبر الرأي والمشورة والزيارة يجعل صلة المتقاعدين مع جهاتهم الحكومية دائمة ومستمرة وهذا هو ما نأمله من جميع الوزارات والجهات الحكومية التي تودع كل عام مجموعة من منسوبيها.. وما رأيكم انتم كقراء...؟!