العلاقات السعودية/ الأمريكية تقوم دعائمها على المصالح المشتركة المتبادلة بين البلدين الصديقين، وهي منذ ان تأسست في اعقاب اللقاء التاريخي الذي جمع ما بين القمتين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك وهي تزداد نموا ورسوخا وثباتا لما فيه تحقيق مصالح الشعبين على أسس واضحة من التفاهم والمكاشفة والسعي نحو ترجمة مبادئ وتعاليم الشرعية الدولية ومواثيقها إلى واقع حي لنشر السلام والحرية والاستقرار بين المجتمعات البشرية دون استثناء، إلى ان جاءت الأحداث الاليمة التي وقعت في الولاياتالمتحدة في الحادى عشر من سبتمبر الفائت فحاولت خدش تلك العلاقات والمساس بصلابتها وقوتها، وليس بعيدا عن الاذهان ذلك التقرير المعد للبنتاغون والذي وصف فيه المملكة بأنها تحرض على الارهاب، وانها واحدة من اعداء الولاياتالمتحدة، وقد تسرب هذا التقرير إلى الإعلام الأمريكي، فصنعت منه بعض الوسائل الإعلامية المغرضة (مسلسلا) صحفيا مازالت تصر على نشره بلغة لا يستشف منها الا الحقد والضغينة على العرب والمسلمين أجمعين، وليس على المملكة وحدها، رغم ان الإدارة الأمريكية اوضحت انه لا يمثل وجهة نظر واشنطن، وانما يمثل وجهة نظر تلك الوسائل، والامل مرهون بعدم استثمار البيت الأبيض لفحوى ذلك التقرير واراجيف تلك الابواق سياسيا لان من الصعوبة بمكان المساس بتغيير الواقع الثقافي للمملكة كما نادت تلك الأوساط الإعلامية المغرضة، لأسباب عديدة غير مجهولة يقف على رأسها ان المملكة تمتلك أكثر من ربع احتياطات العالم من النفط وعلى أرضها أهم مقدسات المسلمين، وعمقها الجغرافي ادى إلى انطلاق ثقافة عربية واسعة وهي نقطة تلاق بفضل موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وتلك العوامل مجتمعة تحسب لها السياسة الدولية ألف حساب، وعلى رأسها السياستان الأمريكية والأوروبية، فمحاولة استخدام الضغوط ومنها تلك الدعوى المرفوعة ضد شخصيات ومنظمات ومؤسسات سعودية ومطالبتها بتعويضات مالية فلكية لأسر ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر غير مجدية في فصم العلاقة التقليدية بين الرياضوواشنطن، وهي علاقة راسخة امتدت لأكثر من ستة عقود وقامت أساسا على احترام كل طرف لثوابت الآخر وخصوصياته الثقافية، ومن الخطأ الفادح تقويض تلك العلاقة أو المساس بمسلماتها من خلال الاصغاء لترهات تقارير أو ممارسات إعلامية مدعومة دون حدود من الحركة الصهيونية العالمية التي يهمها الغاء المكتسبات السياسية التي تحققت جراء استثمار العلاقات المثمرة بين البلدين الصديقين، وهي مهمة لا تختلف في تفاصيلها وجزئياتها عن تلك التي دارت في اذهان اولئك الارهابيين الذين نفذوا عمليات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة، فهم حينما هموا بتفجير برجي التجارة الدولية في نيويورك هموا في الوقت ذاته بمحاولة تفجير تلك العلاقات واصابتها في مقتل.