أعلن مسئول في السلطة الفلسطينية السبت أنها أطلقت حركة دبلوماسية حثيثة مع الأطراف الدولية لإقناعها بأهمية اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس الذي تم التوصل اليه برعاية مصرية في القاهرة الاسبوع الماضي. عباس ومشعل .. مصالحة ثالثة جديدة «أ ف ب» تأتي هذه الحملة ردا على الهجمة الدبلوماسية التي شنتها إسرائيل على القيادة الفلسطينية اعتراضا على اتفاق المصالحة مع حركة حماس. وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في تصريحات إذاعية، إن السلطة تجرى اتصالات مكثفة «مع كل دول العالم خاصة الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية لطلب دعم خطوة المصالحة الفلسطينية». وأشار عريقات إلى أن الدول المذكورة أكدت للقيادة الفلسطينية أن المهم هو برنامج الحكومة القادم. وشنت إسرائيل الجمعة هجوما سياسيا ضخما على اتفاق المصالحة مع حماس وطالبت المجتمع الدولي، وتحديدا الولاياتالمتحدة وأوروبا، بمقاطعة الحكومة الجديدة ما لم تستجب لشروط اللجنة الرباعية الدولية. غير أن عريقات شدد على أن الهجوم الإسرائيلي «إنما هو ذريعة لعدم المضي قدما في عملية السلام» ، وقال «عندما كنا نطلب من نتنياهو المفاوضات على أسس واضحة كان يخاطب العالم قائلا مع من أصنع السلام، مع الضفة الغربية أم مع غزة، مستخدما ذلك ذريعة لعدم المضي قدما في السلام». وأضاف: «الحكومة الإسرائيلية لا يهمها الشعب الفلسطيني وواضح جدا من تصريحات قادتها أن المصلحة العليا للحكومة الإسرائيلية تكمن في استمرار الانقسام الفلسطيني وأنها تتخذ من أي مسألة داخلية فلسطينية كذريعة لعدم المضي في عملية السلام». وفي سياق متصل، أعلن ياسر عثمان سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية أن التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية سيتم رسميا بالقاهرة الأربعاء المقبل بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة الفصائل، وبينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحضور رسمي مصري. في غزة اكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة استعداد حكومته لتقديم «الاستحقاق المترتب على اتفاق المصالحة»، في اشارة الى استقالة حكومته لانجاح الاتفاق وأشار عثمان في تصريحات لصحيفة «الأيام» المحلية، إلى انه «تمت دعوة جميع الفصائل رسميا للقدوم إلى القاهرة من اجل المشاركة في هذه الفعاليات»، منوها إلى أن ممثلي الفصائل سيصلون إلى القاهرة الاثنين. وذكر السفير عثمان انه «فيما يتعلق بالخطوات التنفيذية اللاحقة، فإن هذا متروك للفصائل الفلسطينية.. مصر ستدعم كل الجهود الفلسطينية الهادفة لإنهاء الانقسام الفلسطيني». ووفقا للدعوة المصرية التي تم توجيهها للفصائل، فإنه يتعين على قادة هذه الفصائل أن يتواجدوا في القاهرة غدا الاثنين على أن يعقد اجتماع يوم الثلاثاء تتم خلاله مناقشة محضر الاجتماع الذي وقعت عليه فتح وحماس في حين يجري الاحتفال رسميا بالاتفاق يوم الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية. وقعت حركتا فتح وحماس اتفاقا للمصالحة عقب اجتماع لوفدين من قيادتهما عقداه في القاهرة الأربعاء الماضي يتضمن تشكيل حكومة شخصيات مستقلة متوافق عليها، تتولى التحضير لانتخابات عامة خلال مهلة عام وحل باقي القضايا الخلافية. وفي غزة اكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة استعداد حكومته لتقديم «الاستحقاق المترتب على اتفاق المصالحة»، في اشارة الى استقالة حكومته لانجاح الاتفاق، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة العراقيل التي يضعها «الاعداء». وقال هنية القيادي في حركة حماس في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه انه «يعرب عن سعادته بهذا الاتفاق ويؤكد استعداد حكومته لتقديم الاستحقاق المترتب على هذا الاتفاق». ويشير هنية بذلك الى استعداد حكومته للاستقالة ليتسنى تشكيل حكومة ضمن اتفاق المصالحة الذي سيوقع بعد ايام في القاهرة.وكان هنية رئيسا لحكومة وحدة وطنية شكلت بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 2006، قبل ان يقيله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من القطاع اثر سيطرة حماس على غزة منتصف يونيو 2007. ويرأس هنية حاليا حكومة شكلتها حركة حماس منذ سيطرتها على غزة بعد طردها القوات الموالية لعباس. وصدر البيان بعدما استمع هنية لشرح قدمه اعضاء من حماس التقاهم في مكتبه بغزة حول تفاصيل اتفاق المصالحة. وأشار هنية الى ان حكومته «ذللت العقبات وشجعت وفتحت الباب واسعا امام هذه اللحظة الوطنية». وتوقع رئيس الحكومة المقالة في غزة ان «هذا الاتفاق لا يسر الاعداء الذين سيضعون امامه العراقيل مما يستوجب تكاتف الجهود لمواجهتها وقطع الطريق على محاولات النيل من التصالح والوئام الوطني» وأشاد هنية بحركتي فتح وحماس لاتخاذهما هذه الخطوة التي «اسهمت في طي صفحة الخلاف وفتحت الباب امام استعادة الوحدة الوطنية لترسيخ الشراكة السياسية والامنية». كما ثمن الجهد المصري، معتبرا انه شكل «رافعة اساسية لاحداث الاختراق المنشود»، داعيا الشعب الفلسطيني الى «الالتفاف حول الاتفاق ودعمه».