كان يا مكان .. غابة بها حمار وأسد وثعلب . الأسد - كالعادة - زعيم الغابة وحاكمها الأوحد ، ولما جاع كان معه الثعلب الذي لا يفارقه أبدا كأنه رئيس وزرائه. قال الأسد : يا ثعلب هات لي طعاماً وإلا اضطررت لأكلك!! فأجاب الثعلب: لماذا تأكلني أنا ، الحمار موجود سأجرجره لك حتى تستمتع بأكله . فوافقه الأسد على رأيه، وهنا ذهب الثعلب في زيارة مكوكية إلى الحمار وقال له: انتبه إن الأسد يبحث عن زعيم آخر للغابة فاذهب معي حتى تتقرب منه لعلّ وعسى!! ففرح الحمار وتساءل : هل أنت متأكد من هذا الكلام .. فرد الثعلب بسرعة : نعم وفي الطريق ، اخذ الحمار يفكر بالمنصب الذي ينتظره فرحاً بفرصة عمره وأخذ يبني شكل وهيئة حكومته وحاشيته وغيرها من الأحلام الوردية التي حلقت به في فضاء آخر ، ولما وصل عند الأسد وقبل أن يتكلم قام الأسد وضربه على رأسه فقطع آذانه، ففر الحمار على الفور . .. هكذا فشلت خطة السلام الأولى!! بعد أيام قال الأسد للثعلب : هات لي الحمار وإلا أكلتك ؟ قال الثعلب : سأحضره لك ولكن أرجو أن تقضي عليه بسرعة. قال الاسد : أنا بانتظارك . راح الثعلب للحمار مرة ثانية وقال له: صحيح انك حمار ولا تفهم، كيف تترك مجلس أسد الغابة وتضيع على نفسك هذا المنصب، ألا تريد أن تصبح زعيما ً؟!. قال الحمار : إلعب غيرها ، تريد أن تضحك علي لتقنعني بأن أكون الزعيم ، وهو في الواقع لا يريد إلا أكلي ؟ فبادره الثعلب قائلا هذا غير صحيح .. هو حقاً يريد أن ينصبك زعيما ولكن تمهل ولا تستعجل فتساءل الحمار : ما دام الأمر كذلك ، بماذا تفسر ضربته على رأسي، حتى طارت أذناي ؟ ضحك الثعلب كثيرا وقال : .. كيف ستتوج حاكما ؟ كان يجب أن تطير أذناك حتى يركب التاج على رأسك!! ، هدأ الحمار قليلا واستجمع صوته : صدقت يا ثعلب، سأذهب معك إلى الأسد الطيب!! . عاد الاثنان إلى عرين الأسد مرة ثانية .. وتطوع الحمار بإبداء الأسف والاعتذار عن سوء ظنه ! فقام الأسد من مكانه واقترب من الحمار ثم ضربه مرة ثانية على مؤخرته فقطع ذيله ليفر الحمار بسرعة .. وتدخل الثعلب بقوله : أتعبتني أيها الزعيم ، فصرخ الأسد متذمراً : هات لي الحمار وإلا أكلتك!! قال الثعلب: حاضر يا ملك الغابة. وهكذا تكون قد فشلت محاولة السلام الثانية ! رجع الثعلب للحمار الذي بادره : أنت كذاب وتضحك علي ، فقدت أذُنيَّ ثم فقدت ذيلي، وأنت مازلت تقول يريد أن ينصبني زعيما ، أنت نصاب أيها الثعلب!!. قال الثعلب : يا حمار شغل عقلك، قل لي بالله عليك كيف تجلس على كرسي الزعامة وذيلك من تحتك ؟ قال الحمار : لم أفكر في هذه ولم تخطر على بالي..!! قال الثعلب : الأسد بحكمته ارتأى ضرورة قطعه. قال الحمار : أرجوك .. خذني عنده لاعتذر منه وحتى نرتب الأمور . عاد الاثنان إلى الأسد مرة ثالثة. قال الحمار: أنا آسف ، ومستعد لكل الذي تطلبه مني. قال الأسد : لا تحزن ، فهذه مجرد اختلافات في وجهات النظر.. ثم قام وافترسه وهو يصيح : أين أضع التاج..أين أضع التاج..أين أضع التاج ؟ وعندما لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة.. توجه الأسد للثعلب وهو يمسح فمه قائلا : اسلخ الحمار وأعطني المخ والرئة والكلى والكبد.. فامتثل الثعلب للأمر ثم أكل المخ وعاد بالرئة والكلى والكبد .. فتعجب الأسد متسائلا : أين المخ؟ .. فأجاب الثعلب : لم أجد له مخاً!! قال الأسد : كيف ذلك ؟ فابتسم الثعلب قائلا : لو كان له مخ لما عاد مرة أخرى بعد قطع أذنيه وذيله ؟ وهكذا نجحت خطة السلام الثالثة. @@@ تصبحون على خير !!