زعموا أن الأسد أصيب يوما بالجرب؛ فنصحه أطباء القصر الجمهوري بلحم حمار، والأهم هو لحم الأذنين وشحمة القلب. قال حسنا من يأتي لي بحمار أعتليه بضربة تفلق هامته وتأتي بأجله؟ قال الثعلب يا ملك الغابة والعصابة والشبيحة؛ لقد زعموا لي أن هناك حمارا أهبل يقوده صاحبه للعمل فيرهقه صعودا، ولسوف أقنعه أن غابة الأسد هي أفضل حالا من مراعي الجولان والغزلان وداريا والهامة من غوطة الشام. تقدم الثعلب إلى الحمار وقال له فعلا أنت حمار ويلك لماذا لا تهرب من هذا الظالم إلى غابة السنوريات الأسدية فتنجو من الظلم إلى العدل، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الغابة، ومن قلة الطعام إلى مراتع الحاشية. همهم الحمار وقال فعلا، عليّ أن أغير ظروفي ومآلي، وأتمتع بغابة الأسد البهية. وفي يوم بعد الظهر أنجز الحمار واجباته ثم ترك ما خلفه ظهريا ودخل الغابة الأسدية. رمقته عصابة الشبيحة وعلى رأسهم ثعلب من مخابرات الأسد. فركض إلى سيده قائلا يا سيدي لقد جاء الحمار فهذه فرصتك للانقضاض. زأر الأسد وهو يقترب من المغفل فهرب الحمار وقال معاذ الله تبا لي أين دخلت وماذا فعلت؟ لحقه الثعلب وقال له أين وليت الأدبار فلم تعقب؟ إنما هي تقاليد الترحيب في غابة الأسد ومخابراته. صدق الحمار فهو حمار ثم رجع من جديد إلى حتفه بظلفه. هذه المرة قال الثعلب للأسد هذا الحمار المسكين قد لا يصدق لو هرب من جديد فقد لدغ مرة بما لا يفعله المؤمنون. قال الأسد حسنا توكلنا على الله ومعنا مفتي الجمهورية والجاندرما من المخابرات العتية. عاجل الأسد الحمار بضربة سنورية فهوى إلى الأرض ولم يعقب. هُرع الثعلب الملعون من المخابرات المملوكية وقال سيدي سيدي الوضوء.. الوضوء؟ فأنت زينة المتقين وشمس الواعظين والإمام إلى يوم الدين. توضأ الأسد على عجل وقد سال لعابه وشطت ريالته. هنا عمد الثعلب من المخابرات المملوكية إلى أذني الحمار فالتهمها بمتعة، وأدخل يده إلى أحشاء المسكين فتمتع بلحمة القلب الطيبة. وحين جاء ملك السنوريات تفقد أول شيء الأذنين والقلب؟ لقد طارا فلا وجود لهما! فعل ذلك ثعلب المخابرات كي يتشاءم الأسد فيترك اللحم والعظم والشحم. قلب الأسد شفتيه وسأل يا أبا حصين أين القلب والأذنان؟ ضحك رجل السلطة الذكي، وقال سيدي: سلطان الغابة والعصابة والشبيحة لو كان لهذا قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ما رجع إلى الغابة والعصابة بعد أن نجا منها فهذا قدر المغفلين إلى حين اليقظة من منام الحالمين.