نقرأ كثيراً عن تفكك بعض الأسر لانعدام التفاهم ونرى أن نجاح الأسرة يقاس بعدة عوامل منها التفاهم بين أفرادها والخصوصية فيما بينهما واركز على موضوع الخصوصية بحيث لا تكون حياتهما كتابا مفتوحا لكل قارئ أو متطفل يسمح لنفسه التدخل في أمور هذه الأسرة في حالة وجود خلافات أو أزمات . فالحياة الزوجية الطبيعية لا تخلو من الخلافات فإذا كانت الخلافات في حدود المعقول يجب علينا ألا نسمح بتدخل أي طرف لحل هذا الخلافات فالزوجان هما الأجدر للقيام بهذه المهمة وتكون نتائجها فعالة بإذن الله لأن هذه الخلافات بمثابة محطات التوقف لتجديد وكسر الروتين اليومي في حياة الزوجين وهما الأكثر فهماً لبعض فيعرف كل منهما الآخر فيما يحب أو يكره ومن هنا يسهل حل الخلاف . ولكن دخول طرف ثالث وغير مرغوب فيه لحل هذا الخلاف قد يصعد هذا الخلاف إلى مشكلة ثم إلى خصام وقد يصل إلى الفراغ وخصوصا إذا كان ليس أهلا لذلك كعدم وجود خبرة أو تنقصه الحكمة فتجده يميل للطرف الذي يخصه فإذا كان من طرف الزوج فمع الزوج وإذا كان من طرف الزوجة فمع الزوجة دون وجود حيادية في حل المشكلة وبسبب ذلك قد يتسع الخلاف حتى يصل للأسرة جميعاً بسبب هذا التصرف الأهوج . وليس المقصود في هذا عدم التدخل بشكل مطلق لا بل نصنف هذه الخلافات فهناك خلافات أو مشاكل يلزم وجود طرف ثالث يتسم بالحكمة والعقلانية لحل خلاف قد يرى الزوجان عدم مقدرتهما على مواصلة الحياة في حالة عدم حل هذا الخلاف أما الخلافات الاعتيادية بين الأسر فلا يلزم أن نقلل من شأن الأسرة بان نسمح لكل مجتهد أن يدلي بدلوه هنا قد تفقد هذه الأسرة خصوصيتها ولا يكون هناك أي سقف قد يرى الزوجان عدم تخطيه لأن أمرهم اصبح في أيدي غيرهم وأصبحت حياتهم ملكا للآخرين يعيشون برغباتهم ومسايرة لأهوائهم . وهذا الأمر ينعكس على حياة الزوجين من حيث عدم احترام كل منهما الآخر . فالزوج مثلا يرى بان هذه الأسرة مملكة له فإذا فقد القيادة ووجد من يشاركه القيادة أهملها وترك الحبل على الغارب لأنه من الطبيعي أن تكون القيادة لشخص واحد واقصد هنا الزوج ويجب على المرأة أن تثق في هذا الشخص الذي أصبحت جزءاً منه وألا تسمح لأي أحد أن يكون دخيلاً عليهما إلا في حالة تعذر ذلك وهذا في الأمور التي تتعدى مرحلة الخلاف كالأمور التي تخص الدين أو الخالق أو سوء العشرة ففي هذا تبدأ بالأولويات : أولا : نصح الزوج مباشرة فان استجاب فبها . ثانيا : تجد من يثق به الزوج من الأسرة أو المقربين إليه لهدف الإصلاح لا إثارة الخلاف . ثالثا: إذا لم تجد في هذه الأمور ما ينهي هذه المشكلة فإما تحتسب أمرها إلى الله أو ترجع للقضاء لحل هذا الخلاف وسوف تجد الحل المناسب بإذن الله . وهنا تكون المرأة هي سيدة الموقف في ذلك وهي الوحيدة التي تقدر النتائج دون غيرها . ونأمل من الله الصلاح للجميع صالح محمد الهايت الأحساء