توقفنا الأسبوع الماضي عند قصة الفتاة الحنونة الحزينة على موت أمها، وقد باتت من دون عشاء ولكنها قبل أن تنام أكلت سمكا مشويا وقدرين من الكشري وكيس بصل كاملا مع عدد من الأرغفة المصنوعة من الحنطة، ونخلة بقطوفها، ثم طلبت من زوجها أن يدني لها سلة التمر تتسلى بها قبل العشاء فهي حزينة وضعيفة لا تقوى على حملها : ==1== حنينه وبايته ابلاش==0==على امها ما تعشاش==0== كلت سمك مشوي==0==كلت جدرين كشري==0== وخيشة بصل كلها==0==ورغفان حنطة فوقها==0== ونخلة امدلية اعثوقها==0==ويا رجل دن القوصرة==0== ==2== تلهو دون العشاء عموما هذه الأغنية للتندر والسخرية فقط، ولكن نعرف انه حين يموت الميت فان أهله ينشغلون به عن أي شيء عن الأكل، وفي السنة توجيه كريم حينما قال صلى الله عليه وسلم : ( حينما توفي جعفر الطيار اصنعوا لآل جعفر طعاماً فانه اتاهم ما يشغلهم ) . ==1== نوف بنت أبوها==0==رجال تخاطبوها==0== عشرة تعد الدرهم==0==وعشرة تحاكي أبوها==0== وعشرة تصلي بالمسجد==0==يا الله تسخر ابوها==0== نوف بنت ابوها==0==سبعة تخاطبوها==0== واحد يعد الدرهم==0==وواحد يحاكي ابوها==0== وخمسة أتصلي بالمسجد==0==يا لله اتسخر أبوها==0== نوف بنت أبوها==0==رجال تخاطبوها==0== ==2== واحد يقول للثاني أنا عبد لأبوها وفي هذه الأغنية تشيد الأم بجمال ابنتها وحسبها واصلها، ورغبة الكثير من الرجال في الاقتران بها والكل يتسابق للحصول على هذه الفتاة الجميلة ويتمنى أن تكون من نصيبه فمنهم من يعد نقوده استعداداً لتقديم أغلى مهر وآخرون يحاولون إقناع والدها وغيرهم يصلون بالمسجد ويدعون الله ويبتهلون إليه أن يمن على والد الفتاة بالموافقة ==1== لوله خطبها الجبري==0==ومندوبها الباشا==0== نص الحسا دزتها==0==والهير ويا قماشة==0== وبغداد اصباحتها==0==وانقول دزة اللاشا==0== وعمها قال هاتوها==0==وأبوها خضخض راسه==0== ==2== وهذه الأغنية تغنى للبنت الصغيرة، والجبري هنا هو كبير القوم، أو رجل ذو مركز كبير يرسل مندوبه الباشا لخطبة هذه الفتاة الجميلة ومهرها سيكون نصف محافظة الأحساء وجميع مناطق الغوص وما فيها من محار ولؤلؤ، أما هدية صباحية ليلة الزفاف فمدينة بغداد بأكملها، ومع ذلك فان المهر لا يعد شيئا بالنسبة لجمال ومكانة هذه الفتاة الرائعة الجمال. وعمها ( أبو الزوج) يقول : أحضروها في الحال، أما أبوها فانه يهز رأسه رافضاً، فبنته ليست للبيع. ونحن نقول : إن هذا المهر عال جداً، ومع ذلك لم يوافق على تزويج ابنته لهذا الرجل، بالرغم من غناه وثراه الفاحش، فأين هو من الذين يتاجرون ببناتهم ويطلبون مهوراً غالية، وبعد الموافقة هناك طلبات أخرى تقصم ظهر الرجل، لدرجة انه يظل سنوات عدة وهو فقط يسدد ديون زواجه نتيجة هذه الطلبات، وقد يؤدي هذا إلى الكثير من حالات الطلاق، حينما يرهق كاهل الرجل نتيجة الديون ومطالبات الناس له بحقوقهم، فيشعر أن هذه الزوجة نقمة وليست نعمة عليه، فيعيش هو وإياها ان استمرت بهم الحياة في هم ونكد، في حين إنها في الكثير من الاحيان يكون ليس لها ذنب في هذا الشأن، ولكن هي العادات والتقاليد والمباهاة لدى بعض الأسر، مما قد يؤدي أيضا في الكثير من الأحيان إلى هروب الزوج من الخطبة وتفضيله الزواج من الخارج فهو ايسر واسهل مؤونة .