لا تزال المجتمعات البدوية تحتفظ بعاداتها وتقاليدها الخاصة بمراسم الزواج التي تكثر في مثل هذه الأيام الصيفية، بداية من الخطبة والمهر ونهاية بالحفل الذي يقام ابتهاجا بالزواج. وتختلف عادات البدو التي تتخلل الحفل من بادية إلى أخرى تأثرا بجغرافية المملكة، ولكن القاسم المشترك فيما بينهم هو صفة الكرم والمهرجانات التي تقام في مراسم الزفاف. «عكاظ» وقفت على بعض الصور الحية لحفلات الزواج في البادية والتي مازالت مغلفة بنكهة الماضي العريق الذي يتميز بالبساطة، والتقت بالعديد من كبار السن ومنهم المواطن مشاري البقمي الذي بادرنا قائلا: للخطبة عند البدو أعراف وتقاليد لا يمكن تجاوزها، حيث يرتبط أفراد الأسر والعوائل بميثاق قوي يحتم عليهم أن تكون البنت لابن عمها أولا وعندما يريد الشاب الاقتران بفتاة من خارج الأسرة يطلب الشاب أو والده المشايخ والأعيان من أهل المنطقة للذهاب معه كوفد احتراما لوالد الفتاة التي يريد الزواج منها، حيث يتقدم أكبرهم سنا الوفد والذهاب إلى والد البنت المطلوبة، وبعد ذلك يكون رد والد البنت مباشرة في المجلس أثناء تناول القهوة دون أخذ رأيها أو موافقتها سواء كان بالقبول أو الرفض ومن ثم تحديد المهر وموعد حفل الزواج. المهر والقرابة وعن مهر الفتاة عند البدو يوضح لنا المواطن حمود المرزوقي ذلك بالقول: يتم تحديد المهر الذي يختلف من منطقة إلى أخرى، ولكن في الغالب يكون عبارة عن حلي ذهبية وخيمة، إضافة إلى مجموعة من رؤوس الإبل والأغنام. مشيرا إلى أن المرأة بعد الزواج تحتاط من غدر الزوج وتقلبات الدهر بالتمسك بمهرها من الإبل والأغنام في تصريف أمور حياتها وحياة أولادها المعيشية، كما أن للقرابة دورا مهما في تقدير المهر، إذ يجري تسهيله وتخفيضه لابن العم ببنت عمه وابن الخال ببنت خاله أو بنت خالته.. وفي الضفة الأخرى هناك آباء يحاولون البحث عن أزواج لبناتهم في حدود الآداب الشرعية والأعراف وبمهر زهيد ما داموا يتمتعون بالشهامة والرجولة والنبل وقادرين على صيانة واحترام الحياة الزوجية والتكفل بالأمور المعيشية. حفل الزفاف ويصف مراسم حفل الزواج المواطن شديد درهوم، قائلا: يتميز بتقاليده المتفاوتة من منطقة لأخرى ولا سيما فيما يتعلق باليوم نفسه الذي يتميز بالبساطة وصدق التعبير، ويتجمع فيه أهل الفريق ليشكلوا صفين، وتبدأ معها مراسم الفرح بالعرضة وهي إحدى الرقصات الشعبية الأصيلة في السعودية يتخللها أداء بيوت الشعر بين شاعرين، حيث يبدأ الجميع في ترديد ما يقوله الشعراء احتفاء بالمناسبة ويكون الرجال في المقدمة والنساء خلفهم مباشرة، يبادلن الرجال الغناء وتنتهي المسيرة أو الكرنفال عند الوصول إلى منزل والد العروس حيث يبدأ استعراض مهر العروسة (الذهاب) من ذهب وهدايا العريس لعروسته، إضافة لعرض المواشي المقدمة ضمن المهر وبعد ذلك يبدأ تجهيز الولائم بذبح جمل أو مجموعة من الأغنام دون إسراف، ومن ثم تبدأ العرضة وسباق الخيل والرماية التي تعد من أهم مراسم الزواج، وبعد صلاة العصر يستعد الرجال لإعداد وجبة العشاء ليتواصل بعدها المهرجان بإقامة المحاورة (القلطة) والتي تكون بين شاعرين وتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل تنتهي بالدخلة.. الدخلة بالأعيرة النارية وتحدث عن الدخلة المواطن ساير هلال الهذلي قائلا: تبدأ بعد منتصف الليل، حيث يقوم أقرباء العريس بإطلاق مجموعة من الأعيرة النارية إيذانا بذهاب العريس ومغادرته الحفل إلى عروسه يرافقه لخيمة العروس (الحجبة) ووالده وأشقاؤه ووالدته وجميع شقيقاته، حيث يكون في استقبالهم على باب الخيمة (الحجبة) عائلة العروسة الذين يقدمون الطيب والبخور لهم ثم يجتمعون جميعا داخل الخيمة ويدعون للعروسين بالتوفيق في حياتهما ومن ثم ترك العريس وعروسته في (الحجبة) حيث يشاهد العريس ولأول مرة زوجته داخلها.