لا تلم " الروبوت " البالغ طول قامته مترين إذا ابتعد بأدب ليفسح المجال أمام البشريين وابتسم خلال الحديث وسأل بتهذيب أن تعطيه التعليمات، فهو مبرمج أصلاً ليتصرف على هذا النحو. الروبوت الذي يسمىGRACE "مختصر بالأحرف الأولى لعبارة " روبوت متخرج يحضر مؤتمراً بالإنكليزية ،حضر مؤخراً مؤتمرا عن الذكاء الاصطناعي حيث عرض مهاراته الاجتماعية البشرية الأساسية. وقد سجل الروبوت اسمه في سجل المؤتمر عند المدخل وتوجه نحو قاعة المؤتمر وألقى خطابا ورد على بعض الأسئلة . " غراس" وهو جهاز شبيه ببرميل له وجه يحرك رقمياً يزهر على شاشة تلفزيون، هو من ابتكار باحثين يعملون في جامعة "مارنيجي " مليون ومؤسسات أخرى . والروبوت هو الآلة المستقلة ذاتيا الوحيدة التي شاركت في عرض الروبوتات النقالة في الاجتماع الوطني للجمعية الأميركية للذكاء الوطني في ادمونتن . أما الروبوتات المشاركة الأخرى فقد ارتدت البذلات السوداء وقدمت المقبلات، وذلك في محاولة لعرض احدث الابتكارات، وهي معقدة وثقيلة، التي تستطيع أن تنتقل بصورة طبيعية وآمنة بين الناس . وقد صمم الباحثون وكلهم ذكور، "غراس" لكي تكون أنثى. ولكنها ليست امرأة على الأقل في شكلها . ولا يمتلك الروبوت أي أطراف (اذرع أو سيقان) بل إن جسمه الشبيه بالبرميل مغلف بلوحات السونار والرفارف الوقائية البلاستيكية السوداء وهو يسير على عجلات وممنوع من استعمال السلالم والمصاعد. وتقتصر الصفات الانوثية للربوت بالصوت الذي يشبه صوت مستقبلة الهاتف الآلية، والوجه الكرتوني المرسوم بشكل قلب والذي يلفت انتباه المارة بالعينين الزرقاوين الواسعتين وعلو عظم الوجنتين .ولسوء الحظ أن التزامن بين الصوت والشفتين غير متقن مما يجعل كلام غريس أشبه بما تسمعه في فيلم أجنبي غير متقن الدبلجة . ويفترض إن قطع السونار والليزر في الروبوت تجس المسافات وترشد غريس لتحاشي من يقف في طريقها. والجهاز البصري ( الكاميرا) وبرنامج التعرف على كلام فيفترض انهما تتعرفان على حركات اليد والكلام. أما "دماغه" ذو الذكاء الاصطناعي فيجمع المعلومات ويرشد الآلة إلى كيفية التصرف. ويقول مهندس الروبوتات براين وولف الذي يعمل في هذا المجال منذ 17 سنة : "هذا الروبوت هو اصعب شيء عملته في حياتي المهنية". وقال عالم الكومبيوترات ريد سايمنز إن الروبوت جعل أنثى لاعتقاده أن النساء يتواصلن بكفاءة اكثر من الذكور، وقد طلب من طلاب معهد الدراما تعليم غراس لتتصرف مثل بني البشر لجعل الناس يشعرون بالارتياح لوجوده . وقد كانت هذه المهمة صعبة. وقالت هولي يانكو، رئيسة المباراة بين الروبوتات في المؤتمر: تخيل فقط ما يتوجب على روبوت أن يعمله لمجرد الرد على سؤال من شخص على صعيد التعرف على الكلام . وليس ذلك فحسب فالناس يطرحون الأسئلة بطرق مختلفة. وقد كان لغراس أقارب في الندوة، ولكنهم كانوا يفتقرون إلى الاستقلال الذاتي. وقد تشكل فريق الأبحاث الذي صنع غراس في السنة الماضية لدمج البرامج الكومبيوترية مع التجهيزات الآلية تم تطويرها على حدة. ففي حين عمل سايمنز على الجزء المختص بعثور الروبوت على مقصورة التسجيل للمشاركة في الندوة والوقوف بالصف ثم التسجيل ، انصرف آلن شولتز من مختبر أبحاث سلاح البحرية إلى العمل على قسم التعرف على الكلام. وطور فرع لشركة متريكا الجهاز البصري (بيكلوبس) الذي سيتيح للروبوت التعرف على الإشارات البدنية . وقال وولف أن الجهاز يمكن غراس من فهم ما إذا كان شخص ما يشير إلى اليمين أو اليسار. ويشار إلى أن الفريق العلمي لم يسع إلى إنجاز الروبوت للندوة المذكورة بل انه ينوي تطويره اكثر بغية المشاركة في مباريات أخرى في المستقبل. ويأمل الفريق أيضا أن يعلم الروبوت التقرب من الناس والتعرف على الأشخاص وطرح الأسئلة . وقال سايمنز أن الندوة الأخيرة كانت خطوة إلى الأمام وبداية حسنة للسنوات المقبلة.