من المعلوم للجميع حرص الدولة على توفير مياه الشرب للمواطنين بأسعار معقولة لا تهدف من ورائها للربح، مما جعل البعض يسرف في استهلاك المياه، وهذا الذي جعل كمية الطلب أعلى من العرض، وبما أن الدولة تسعى جاهدة لتوفير المياه فقد قامت مصالح المياه بالتعاقد مع شركات خاصة لتقديم المياه الصالحة للشرب للمواطن والمقيم، ورغم ارتفاع قيمة هذه المياه حيث لا يقل سعر المتر المكعب عن 6 ريالات إلا أن اعتقاد المستهلك بنظافة وسلامة هذه المياه جعله يدفع المبلغ من اجل تأمين مياه الشرب الصالحة . ولكن بعض هذه الشركات استغل ثقة المستهلكين وأخذ يبيع المياه دون الالتفات لأمور السلامة والنظافة لهذه المياه، وبشكل واضح، حيث إن المستهلك يقوم بشراء خزانات مياه خاصة لتخزين تلك المياه بها، وهذه الخزانات شفافة، بحيث يرى أي جسم غريب بها، مما جعل ذلك المستهلك يقوم بين فترة وأخرى بفحص وتنظيف هذه الخزانات . وفي الفترة الأخيرة زادت فاتورة الصيانة لهذه الخزانات حيث انه بعد فترة من إعادة التعبئة من قبل متعهد المياه المؤسسة المسؤولة عن محافظة الخبر يشاهد أن هناك شوائب كحبات الرمل ذات لون حديدي !! وبعد التدقيق وجد إنها من جوانب الصهاريج التي تنقل المياه للمستهلكين!! كذلك وجود حبات رمل بكميات غير طبيعية !! وعند متابعة عملية تعبئة هذه الصهاريج من محطة التعبئة في العقربية وجد أن العمال لا يحتاطون لأمور السلامة لعدم وجود رقيب عليهم، حيث يتم وضع خرطوش الماء في الفتحة الموجودة للتعبئة بالصهريج دون نظافة ذلك الخرطوش مما جعل التراب العالق به يدخل مع الماء، ومع كثرة المياه الموجودة دائماً اسفل الصهريج جراء تتابع عملية التعبئة وعدم النظافة والصيانة الدورية، مما جعل أجزاء من الصهريج تتآكل وتذوب لأنه من الحديد وغير المطلي من الداخل بمادة مناسبة لذلك، وهذا يؤدي بدوره إلى اختلاط هذه الشوائب مع كمية المياه المضافة لاحقاً، والذي بدوره تتم تعبئته في خزانات ذلك المستهلك الذي قد لا يتنبه له، أو قد لا يعطيه تلك الأهمية لعدم معرفته لمخاطره الصحية ؟ هذا الموضوع يشكل خطورة وما ينتج عنه من أضرار صحية على أفراد المجتمع وعلى أبنائنا وما يمثله من زيادة فاتورة الكلفة الصحية على الدولة، لمعالجة الأمراض الناتجة من هذه الرواسب وما تخلفه من أضرار وأمراض لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى . وبالإمكان التأكد من ذلك إما بزيارة إلى بعض المشتركين أو بالاشتراك مع المؤسسة المسؤولة لمحافظة الخبر لفترة معينة وسوف تتم مشاهدة ما ذكر أعلاه أو بالذهاب لمعاينة عملية التعبئة في محطة العقربية بجانب سوق الخضار المركزي هناك ودمتم. هشام بن علي المكي