قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن علوش مدخلي رئيس مكتب الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في جازان ل «آفاق الشريعة» عن انتقاص الآخرين واحتقارهم إنه من أخطر الأمراض القلبية التي جاءت الشريعة الغرّاء لمحاربتها والقضاء عليها لأنها تهدم بناء الأخوة الذي أصّله الإسلام ودعا إليه بقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). وأكد أن هذه الآفة تدل على كِبر صاحبها، واحتقاره للناس والنظر إليهم بعين الذل والصغار والدون، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حذّر من الكِبر وقال: (لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، والمقياس عند الله ليس بالمظهر الخارجي بل بدين الإنسان وتقواه ومراقبته لربه، قال - عليه الصلاة والسلام -: (ربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه) وقال: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم). وأشار إلى أن اللون والعرق لم يختره الإنسان حتى يُعيَّر به، وأن الفقر صفة مدح وليست صفة ذم، فقال: إن نبينا «صلى الله عليه وسلم» كان يتمنى حياة المسكين، فكان يقول: (اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين) وبيّن عليه الصلاة والسلام أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء. وكان غالب أصحابه فقراء، والعنصرية من صفات الجاهلية القديمة والمعاصرة، ولقد جاء الإسلام لمحاربتها فقرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالًا الحبشي الأسود وقال عنه: (أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا)، وقال له: (لقد سمعت خشخشة نعليك في الجنة)، وقرّب سلمان الفارسي وقال: (سلمان منا أهل البيت)، وقرب صهيبًا الرومي وقال له: (ربحَ البيع أبا يحيى)، بل ونزل في ذلك قرآن يُتلى إلى يوم القيامة. وأكد المدخلي أن هذه الأفعال تؤثر على عبادة صاحبها لأن الكِبر من كبائر الذنوب.