( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) تلك الاية القرانية والتي لم يتدبر الكثير في معانيها وفي تفسيرها وخصوصا من نشأة الانسان وبدايته التي يعود عليها من التراب ، ذلك التراب الذي خلق منه الأمير والوزير والمعلم والراعي والفقير ، وللأسف نجد قناعة البعض بأختلاف تلك الطبقات وكأن ذلك التراب مختلف عن بعض . واستسلم الجزء الآخر لتلك القناعات من الفقراء والمساكين والذين دعى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يحشره الله معهم ( اللهم أحييني مسكينا وأمتني مسكينا وأحشرني مع زمرة المساكين ) ، ومع ذلك مازالت المفاضلة موجودة ، ونعود للعصبية القبلية التي كانت من عهد الجاهلية ومحاها ديننا الحنيف وعادت بذورها لتزرع من جديد ، والتي نربي أجيالنا عليها وتنمو معها المشاكل في الكبر ، وتبدأ تلك العبارات التي لا يرضاها الدين ثم المجتمع والعقل ( ما بقى الا بدوي ) ، ( دور على اصلك يالحضري وبعدها قابلني ) وضعنا بين الأصل والفرع ، والفخذ والقدم والمدينة والخيمة . إلى متى ونحن بتلك الأفكار والإعتقادات والله أن كلكم من آدم ، وآدم من تراب ونسينا أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى سلالتكم لانه يعلم أنكم من سلالة واحدة ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى عقيدتكم وإيمانكم ، أما آن لهذه العصبية أن تنقلع من جذورها ونحن في بلد الإسلام رغم وجود بعض الأفكار الدخيلة علينا من خلال القنوات الفضائية والرموز التي اضيفت للأصول ،أما آن لنا أن نربي ابناءنا على التقوى الصحيحة ، أما آن لنا أن نغرس في ابناءنا الثقة بالنفس من خلال أنا مسلم وليس من أنا ومن أكون وماذا أملك . ولا ننسى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . تركي الهديب