محتوى الرسالة الذهبية التي تواترت الينا تكشف للمعنيين بالطب وتاريخ تطوره عبر العصور غزارة العلم وسعة الإطلاع لدى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كانوا أول من شبهوا جسم الإنسان بالمملكة الصغيرة المتكامله. فقالوا :(( إن هذه الأجسام أسست على مثال الملك. فملك الجسد هو القلب والعمال العروق في الأوصال والدماغ. وبيت الملك قلبه. وأرضه الجسد.والأعوان يداه ورجلاه وعيناه وشفتاه ولسانه وأذاناه. وخزائنه معدته وبطنه. وحجابه وصدره )) بل قسموا أحوال الإنسان وقواه الجسمانية حسب الفترات الزمنية إلى أربعة أقسام : الأولى :- فترة الصبا وتكون في الأعوام الخمسة الأولى . الثانية : - فترة الشباب حتى يبلغ سن الخامسة والثلاثين . الثالثة :- فترة الشيخوخة حتى يبلغ الستين من العمر . الرابعة : - الهرم والذبول ويكون الجسم فيها في إدبار وانعكاس ما عاش . وجاءت الإرشادات في كيفية تناول الغذاء والشراب من حيث الكيف والكم . كل هذا حفاظاً على صحة البدن. فأبدى نصحه بتناول الغذاء كل حسب طاقته وقدرته ومزاجه. مع مراعاة الزمن والمكان لغرض إستمرار الغذاء بصورة صحيحة والإستفادة منه على النحو الأفضل. لأن الإخلال في المأكل والمشرب سواء كان بزيادة أو نقص يكون السبب في العديد من الأمراض كما في الحديث الشريف (( المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء )) وأكدوا على تأثير الإفراط في تناول بعض المواد الغذائية وأضرارها فقالوا: إن كثرة أكل البيض يورث رياحاً في رأس المعدة وأكل اللحم النيء يورث الدود في البطن وغيرها . وأكدوا أيضا على عدم الإفراط في استعمال الشراب بعد الطعام مبينين ما يترتب عليه من أضرار على المعدة وبالتالي على سائر الجسد . وقالوا من أراد أن لاتؤذيه معدته فلا يشرب بين طعامه ماء حتى يفرغ. ومن فعل ذلك رطب بدنه وضعفت معدته. ولم تأخذ العروق قوة الطعام. فإنه يصير في المعدة فجاً إذا صب الماء على الطعام. فقد أشاروا بصنع خاص من الشراب فيه كثير من الفوائد سهل الهضم لإستعماله بعد طعامه لكل من أراد الحفاظ على صحته ويحتوي على القيمة الغذائية لما فيها من العناصر المهمة من سكريات ونشويات وفيتامينات وغيرها من المواد الرئيسية المعدلة للطاقة . كذلك قسموا الأكل إلى ثلاث وجبات كل 8 ساعات . وذكروا أنواع الأكل المفيد و تجنب الضار في كل شهرمن شهور السنة. وأوصوا بنصائح عن الغذاء مثل : أن يأكل البارد في الصيف والحار في الشتاء والمعتدل في الفصلين خواص النباتات إن للنبات والأعشاب منافعها الصحية ونجاحها في معالجة الأدواء المختلفة والأمراض الكثيرة. والأطباء حثوا المرضى على استخدامها لبساطة استعمالها ونجاح الأثر وعدم الضرر أو قلته. ولاعجب أن الله سبحانه وتعالى أودع في تلك النباتات كثير من المنافع والآثار . ومثال ذلك : - 1- التمر :- ذكر إن فيه شفاء من السم وأنه لاداء فيه ولاغائلة. وأن من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلت الديدان في بطنه . وأن الطب الحديث أظهر فوائد التمر . 2- الثوم : - قال النبي صلى الله عليه وسلم "كلوا الثوم فإنه شفاء من سبعين داء" . والطب الحديث أثبت أنه يمنع من تصلب الشرايين ويخفض ضغط الدم . ويمنع مرض القلب ويمنع أمراض الرئة والمفاصل وغيرها . 3- البصل : ذكر أن أكل البصل له ثلاث خصال يطيب النكهة ويشد اللثة ويزيد في الماء والجماع . وقالوا ايضاَ: البصل يذهب بالنصب ويشد العصب ويزيد في الماء ويذهب الحمى . والطب الحديث أثبت أنه يقتل الميكروبات ولإدرار البول ولأمراض الكلى ويخفف الآلآم في الأنف والحلق ومجاري التنفس. 4- العنب :" الزبيب الطائفي " يشد العصب ويذهب النصب ويطيب النفس ويذهب البلغم. والطب الحديث وجد أن العنب مسهل للمعدة ومغذ للدم ومقر للبدن ومجدد للقوى ومنبه للدورة الدموية ونافع للحميات والنقرس وأمراض القلب ويخفف وطأة السرطان . 5- التفاح : ان أكل التفاح يطفئ الحرارة ويبرد الجوف ويذهب الحمى . ولو علم الناس مافي التفاح ما داووا مرضاهم إلا به إلا أنه أسرع شيئ منفعة للفؤاد خاصة فإنه يفرحه . الأطباء قالوا فيه التفاح مفرح للقلب ومقو للدماغ والكبد ومفيد للخفقان والربو ومنبه لشهوة الطعام ومطبوخه مصلح للسعال . 6- الزنجبيل :- فمن أراد أن يقل نسيانه ويكون حافظاً فليأكل ثلاث قطع من الزنجبيل ومربى العسل مع طعامه كل يوم . علاج لبعض الأمراض :- * قلة الولد : - استغفار الله كثيرا وأكل البيض والبصل كثيرا يفيد علاج قلة الولد . فقد تم علاجه روحياً بأن يطلب من الله الولد وعلاجياً بالبيض والبصل الذي من خواصه تحليل ارياح مجاري البول والمنى وتطهيرها من الرطوبة وبذلك تشيط الإخصاب فتجذب المنى أكثر . أما البيض من خواصه زيادة مادة المنى وإصلاحها * ضعف الباه:- خذ البصل الأبيض وقطعه وأقليه بالزيت ثم خذ بيضاً وانفذه في اناء وذر عليه شيئاً من الملح ثم صبه على البصل والزيت وأقليه وكل منه . * ضعف البدن :- علاج ضعف البدن باللبن فإنه يثبت اللحم ويشد العظم . والمراد هو الحليب لأنه غذاء كامل حاو لجميع الفيتامينات ومن منافعه أنه يسمن البدن ويقوي القلب والدماغ والنخاع ويفيد الباه.