سئلت: ما رأيك في الديمقراطية الأسرية؟ سؤال ضحكت له في الوهلة الأولى ولكني وبعد صمت هاتفي عدت أتخيل تلك الجميلة المفقودة دائما فردا من أفراد الأسرة تنام معنا وتنهض ولكن ها هي مثل حوريات البحر نسمع بها ثم لا نراها.. شخصيا كنت أجرى وراءها ظانة (وهو اعتراف بكامل قواي العقلية أنه ظن طفولي بريء) اني سأجدها دافئة وحنونة تشمل كل البشر على مختلف طبقاتهم بعدلها وظلالها ولكن آه ها نحن نجدف في رمال حارقة فلا سفينتنا وصلت للماء ولا الحورية ظهرت على سطح الحقيقة. اذن الديمقراطية او الحورية مازالت حلما طفوليا يتيه في بحار لم تصلها سفننا المبحرة في شطآن اللاوعي، ولأن اللاوعي ينتقل من الكبير الى الصغير فاسألوا أطفالكم ماذا تريدون في المأكل والمشهد؟ ومتى تريدون الخروج وأي الأماكن أفضل ثم أي قناة تريدون وأي البرامج أحق بالمشاهدة؟؟ لعلكم جربتموها؟؟ لاشك أن كثيرا من الأمهات والآباء جربوها، فما الذي حدث؟ لأنهم يتعلمون من الكبار فإنهم سيفرضون عليكم ما يريدون هم، ولن يسألوا ماذا تريدون أنتم!! هكذا منذ البداية لم نتعلم المصالح المتبادلة!! في الاسرة الآن مؤشرات أخالها طيبة بين الزوجة العاملة والزوج الذي يحتاج الى وقوف زوجته الى جانبه فكلاهما يعمل ويتحمل جزءا من التكاليف، اذن هناك ندية واذن لابد ان يكون القرار مشتركا، هل يكون ذلك من الديمقراطية؟ لعله كذلك ولعله يكبر ويكون منطلقا للديمقراطية الأسرية ومن ثم الديمقراطية بشكلها العام الذي مازال حلما مثل حورية البحر في خيال الطفل البريء.. إذن لنعلم أطفالنا: كما تبذل، تحصل على ما تريد.. ليس في المطلق ولكن في الأغلب. ونظن أن الاطفال ينسون ما نصبه من اخلاط متنافرة في ذواتهم بينما هو في الحقيقة يصبح قوالب جبسية شامخة لاتذيبها الأيام، والآن فلنعد نمتطي سفننا لنبحث عن الحورية المفقودة "الديمقراطية" وقبل الرحيل لنجرب زراعتها أولا في صدور أولادنا ومن يدري قد تورف ويستظل بظلالها!.