تثبت جماهير الهلال يوماً بعد يوم تفرّدهم عن نظرائهم في الأندية الأخرى وتحقيقهم إمتيازات تثبت أنهم فريدون، تجدهم دائماً أصحاب كلمة و موقف؛ فلا يكاد رئيس يمر على مقعد الرئاسة إلاّ ويحسب لهم ألف حساب، إذ يعلم تماماً أن خلفه مدرج مُهيب، لا يرحم، يكافئ المُحسن، ويخسف بالمُخفق، هذا حالهم، وهذه هويتهم، فقوّتهم أقوى من أي شخص في النادي، لهم سُلطة ويد طولى في تكوين أي قرار؛ لذلك دفعوا بناديهم بعد توفيق الله نحو المجد، والإعجاز الرياضي الذي صنعه ناديهم وبفارق كبير عن قرنائه، حتى تصدّر المنجزات وترك لغيره الحسرات. جماهير «الزعيم الملكي» صنعت أدواراً أكبر مما يطلب منها، فأصبحت تؤدي واجبها في المدرجات، وفوق ذلك التصدي لكل من يسيء لناديهم، وأصبحت ملجماً لكل من يُظلّل أو يزيف الحقائق أكتب مقالي الأول خلال رحلتي الصحفية «المتواضعة» الممتدة لثمانِ سنوات؛ لذلك حرصت على أن تكون بدايتي خير بداية، ولن أجد أفضل من ذلك سوى إيجاز دور المدرج الكبير، الذي أرى أن خير لقب له هو «الذهب الأزرق»؛فجماهير «الزعيم الملكي» صنعت أدواراً أكبر مما يطلب منها، فأصبحت تؤدي واجبها في المدرجات، وفوق ذلك التصدي لكل من يسيء لناديهم، وأصبحت ملجماً لكل من يظلّل أو يزيّف الحقائق، حيث أصبحت أجيالهم تتنافس مع بعضها البعض -كون الفرق شاسع مع غيرهم- فعندما تغنّى جيل التسعينات الميلادية بتسجيلهم أكبر حضور في الملاعب السعودية والخليجية في نهائي البطولة العربية الذي توّج به الهلال أمام نظيره الترجي التونسي، ردّ عليهم جيل الألفية الحالية بتسجيل أعلى حضور جماهيري في لقاء الهلال وذوب آهان أصفهان الإيراني في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2010، ليسجلا هذين اللقاءين أعلى معدل حضور جماهيري في المنطقة متفوقين على لقاءات المنتخب الذي يسانده كل الشعب؛ لذلك لا غرابة أن يكون الهلال صاحب الشعبية الأولى في السعودية والمنطقة عامةً، ويكونوا خير داعمين لناديهم في المدرجات، وترغيب الشركات من خلال قاعدتهم الجماهيرية لرعاية ناديهم وإستثمار هذه الشعبية العريضة. وقفات جماهير الهلال مع ناديهم يُضرب بها الأمثال، فمثْل هؤلاء يُفخر بهم، وضعوا لمن يترأس عشقهم حدودا لا تقلّ عنها المنجزات، فالفوز المعتاد سنويا بالبطولات أمرٌ مُسلم به، ولا مناص عن ذلك؛ لمن أراد الجلوس على عرش الرئاسة «الفخم» في النادي الأكثر أهمية، وتعدّت وقفاتهم مع ناديهم لتصل إلى كل من ينتسب له، فكانوا خير من يلبس ثوب الحكمة مع التعامل مع قضاياهم، والتي كان آخرها قضية إختلاف وجهات النظر بين الأسطورة سامي الجابر، والأمير محمد بن فيصل، وألزموا من له سلطة في كيانهم أن يُقرّب وجهات النظر، والبعد عن كل ما يشوب العلاقات في ناديهم الذي يتزعم آسيا، حتى أصبحوا حالة تستحق الإقتداء؛ فأدوارهم تعددت ما بين مدرج ورأي و مصدر دخلٍ مادي؛ ليكونوا بكل واقعية «الذهب الأزرق».