لم يكن أكثر المتفائلين يعتقد بأن الحضور الجماهيري لمباراة الهلال والنصر يصل إلى ماوصل إليه في لقائهما (الدوري) يوم الخميس الماضي وتحديداً من الجانب الهلالي الذي امتلأت مدرجاته بالكامل في صورة لم نشاهدها منذ سنوات طويلة حتى والفريق كان يقدم أجمل المستويات ويضم أفضل النجوم وفي وقت كنا نصنفه ب (الطفرة الرياضية) حيث كانت الجماهير تحضر بكثافة. ٭ المفاجأة لم تكن لنا فقط بل حتى للمسؤولين في الاتحاد السعودي والذين نقلوا المباراة إلى استاد الأمير فيصل بن فهد والذي تصل سعته إلى نصف سعة الاستاد الدولي وكانت مفاجئة أيضاً للاستعدادات الأمنية التي لم تضع في الحسبان أن يصل الحضور الجماهيري إلى هذا العدد في مباراة (دورية) نتيجتها لا تؤثر كثيراً في سلم ترتيب الأندية. ٭ في رأيي أن حضور الجماهير الزرقاء بكثافة لم يكن عائداً إلى الانتصارات المتتالية لأنها ليست أمراً مستجداً بالنسبة لفريق كالهلال كان له صولات وجولات أكبر من هذه الانتصارات المتوالية ولكنه وبكل تأكيد يعود إلى الاهتمام الإداري الكبير من رئيس النادي الشاب محمد بن فيصل والذي كسب صوت الجمهور الأزرق ودعمه للفريق خلال فترة وجيزة على العكس تماماً من بقية الرؤساء الآخرين الذين اعتمدوا التقليدية في تصريحاتهم التي اقتصرت على انتقاد الحكام ووسائل الإعلام. ٭ طوال الموسم الحالي ومنذ تولي الإدارة الشابة مهام الفريق الهلالي كانت الإدارة حريصة كل الحرص على كسب الجمهور وتسهيل تواجده حتى في التدريبات التي تسبق المباريات الهامة كما أسهمت في تخصيص مجلس قد يكون الوحيد في أنديتنا السعودية وهو (مجلس الجمهور الهلالي) وتم اختيار المسؤولين فيه بعناية أثمرت عن تنظيم وتنسيق الحضور الجماهيري حتى وصل الأمر إلى توفير رابطتي تشجيع تتواجد في أماكن مختلفة من الملعب في وقت كان الهلاليون يعانون الأمرين في توفير مجموعة ولو من أربعة أشخاص تقود المشجعين. ٭ قبل أيام قليلة من لقاء النصف نهائي في كأس ولي العهد بين الهلال والاتحاد تواجدت وسائل الإعلام في النادي الأزرق لنقل تصريحات الإداريين واللاعبين وعلى عكس المعتاد لم يكن تصريح الرئيس يمس الجوانب الفنية في اللقاء بل ركز على جانب واحد من المؤكد أن القارئ يتذكره وهو التأكيد على منح جمهور فريقه أكبر قدر من المقاعد في الاستاد الدولي وأن لا تقسم المدرجات بين الناديين كما واصل وقفته مع جمهورفريقه حينما تواجد في مدرجات الدرجة الثانية قبل انطلاق المباراة بدقائق للمساهمة في إدخال اللوحات القماشية والتشجيعية التي كادت أن تمنع من الدخول الحضور الجماهيري الكبير في الآونة الأخيرة أثر ايجاباً على المباريات التي يكون الهلال طرفاً فيها وكأن الأمير محمد عالج مشكلة العزوف الجماهيري التي اجتمعت له لجان ونوقش في ندوات عدة على مستوى الإعلام بتواصله ووقفته مع أنصار فريقه داخل النادي وخارجه. إذن وبعد هذه الوقفات من الرئيس الشاب والذي توافقت أيضاً مع الانتصارات من الطبيعي جداً أن يقابله رضا وقبول من الجمهور الهلالي الذي سيواصل بكل تأكيد تواجده في مواجهة يوم غد أمام الاتحاد في الدور نصف النهائي من دوري أبطال العرب ، كما أن تصرفه سيدق جرس انذار إلى بقية رؤساء الأندية الذين يتواجدون منذ سنوات طويلة مع أنديتهم غير أنهم لم يقدموا هذا الدعم للجمهور، بل أن بعضهم اعتقد أن أسهل طريقة لكسب صوت الجماهير هي توجيه الانتقادات الحادة للحكام ولكل من يتهجم على فريقه وتجديد الوعود (الوهمية) بين الحين والآخر وهذه الطريقة بكل تأكيد لم ولن تكسبه تعاطف الجماهير ولا حتى البطولات.