ظهر المخضرم والرمز الرياضي سامي الجابر في اول إطلاله له في الدوري انيقاً وواثقاً كعادته وافتخرت وتباهت جماهير الهلال في عودته للكيان الأزرق ووقوفه على رأس الجهاز الفني، يوجه ويوعز ويرسم ويدون ملاحظاته لحظة لطالما انتظرتها وبفارغ الصبر تلك الجماهير المتيمة، كانت ليلة وفاء وكرنفال غير طبيعي بذلك الظهور الأنيق. ظهور سامي كان مختلفاً حتى في المؤتمر الذي سبق مباراة العروبة تحدث باحترافية، ولم يقلل من منافسه حتى اثناء المباراة لم ينفعل او يتضجر من نتيجة الشوط الاول كان صبوراً ووفق في تغييراته وتوجيهاته بين الشوطين، بل انه ظهر في تلك الامسية بطريقه تدعو للإعجاب بفكره وحسن تعامله ورزانته. كان المدرج الأزرق على الموعد حضر وساند وتحققت أولى النقاط بعيداً عن المستوى الفني بحكم أنها اول مباراة رسمية فالضغط يكون مضاعفاً فيها، وعادةً ماتظهر تلك المباريات بذلك الشكل ولنا في ذلك شواهد كثيرة من مختلف البطولات والدوريات العالمية، فالمعروف ان الخطوة الاولى صعبة مهما كان حجم المنافس والظهور والأداء الفني العالي يكون بشكل تدريجي، لذلك خرجت جماهير الهلال مُحتفية بأولى النقاط وبالظهور الرسمي الأول لمدربها، لكن بعد هذا الحضور الجماهيري والكرنفال الرائع الذي كان في الموعد خرجت بعض الأصوات لتضلل الحقائق كعادتها بأن العدد الذي اعُلن عن نسبة الحضور الجماهيري في تلك الليلة غير صحيح، حاولوا التشكيك في المنظمين تذمراً من الحضور الأزرق وتفاعله مع مدربه الجديد، وحاولوا ان يضللوا الرأي العام بتجاهل الهفوات التحكيمية التي استفادت منها بعض الفرق بشكل اوبآخر ونقل خرافة جديدة وزرع نظرية المؤامرة من جديد ولكن هذه المرة اختاروا حيلة جديدة ومنفذ آخر حتى يلتقطوا الأنفاس قبيل مواجهة "الزعيم" التي دوماً في الحسبان ويضللوا الرأي العام بسرعة حتى تسري الشائعة على من يدرك ومن لم يُدرك العايبهم فكان المدرج الازرق هدفهم الذي كان طوال اعوامه لم يكن الأكثر حضوراً وان نسبة الحضور الجماهيري للدوري بشكل عام في المواسم الماضية كانت مجرد حبر على ورق. صوروا للجميع ان هذه هي الحقيقة وأن الارقام والاحصائيات دائماً ماتُجير لصالح الهلال وإيهام الجميع بتلك الاسطوانة الفارغة، هؤلاء المضللون لايدركون ان الأرقام والإحصائيات صنعها الهلال ببطولاته ومنجزات أساطيره وان شعبيته الجارفة رسمها تاريخه الذهبي ولم تقتصر على لاعب او اسم معين بل فريق بأكمله صنع العديد من النجوم، لذلك الهلال بتوفيق الله وعونه لايحتاج لعون المنظمين او العون من احد كائناً من كان خصوصاً في عدد حضور جماهيره بالذات. اهداف هؤلاء المضللين معروفة عجزوا من النيل من "الزعيم" على المستطيل الاخضر ثم هربوا وصعدوا الى مُدرجه الضخم لتفريق صفوفه والتقليل من حضوره، حتى عندما ارادوا الصعود غفلوا عن انتماءاتهم وحال فرقهم ولم يتساءلوا متى سيكون الصعود الى منصات التتويج؟ بالفعل هذا حالهم. لابأس ان يفرحوا في حضور جماهيرهم لطالما حلموا بمقارنة انفسهم ب"الزعيم" في كل شيء لكن ان يصل التشكيك في عدد حضور المدرج الأزرق فهذا تجنٍ بعينه وبمثابة خيبة امل جديدة لهم، ولو عُدنا للحضور الأزرق ذلك المساء فإنك تستطيع وبالعين المجردة رؤية كثافة جمهور الهلال مقارنةً بعدد حضور الجماهير الأخرى في باقي المباريات بأولى جولات الدوري، لو عدنا ايضاً بالذاكرة قليلاً الى الموسم الماضي فالمباريات التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبير كان الهلال طرفاً فيها بل ان جماهيره بالموسم الماضي كانت الاكثر حضوراً خارج الأرض وكسرت حاجز ال200 ألف مشجع كأعلى نسبة حضور جماهيري. الصورة واضحة ولاتحتاج الى تأويل والدوري سيكون طويلاً وشاقاً على الجميع وأوراق الاندية وألعايب مزيفي الحقائق ستساقط تدريجياً وتتبخر مع احتدام المنافسة وستنكشف هويتهم المفقودة ونواياهم.