شعراء الاحساء "الشباب" يطلون على الساحة الثقافية باستحياء. فتارة تراهم حيث لا تبحث عنهم.. نعم تجدهم في الأمسيات، وفي بعض المجالس المعروفة. وعندما تبحث عنهم تجد العنقاء والخل الوفي.. ولا تجدهم. يحبسون أنفسهم في بروج عاجية ويغلقونها عليهم ويرمون مفاتيحها في البحر. لا أدري ما سبب ذلك.. رغم أنني أبحث عن هذا السبب منذ أكثر من عقد من الزمن ولم أهتد اليه. وأعود وأتساءل: هل هو التواضع؟ أم هو الخجل؟ أم هو العُجءب والكِبءر؟ بضم العين وسكون الجيم، وكسر الكاف وسكون الباء . وحاشاهمو من ذلك.. ولكنها خواطر تفرض نفسها عندما لا تجد جوابا. وإلا أين أحمد العمير وعبدالرؤوف العبداللطيف وناصر الثنيان واحمد وحسن الربيح والسيد علي النحوي.. ووو. أين شعرهم وأين شاعريتهم.. وأين حضورهم وأين شاعريتهم.. وأين حضورهم في الساحة الأدبية؟! إنهم محسوبون علينا وعلى هذه المنطقة/ الاحساء.. محسوبون أنهم من شعراء الاحساء والمبدعين. وهذه الجريدة فتحت للاحساء مشكورة أكثر من باب وهيأت أكثر من مساحة: فهنا (الواحة) وملحق الخميس بالإضافة إلى صفحات الثقافة. @ كثير من الشعراء يشكو هجران القصيدة. ويذكر ذلك في قصيدة.. كما فعل الشاعر محمود الحليبي في (اليك يا سيدتي) حيث يقول: حزني بنفسي وسلوى فيك سيدتي وانت بابي إلى أنسي ونافذتي إني أعيذك من هجري مؤنستي ومن جفاء لقلبي أو مخيلتي ولكنه أبدا ما هجر الشعر.. ولا الشعر هجره. بل لا يزال متدفقا.. وهو من الشعراء الشباب القلائل الذين لم يقطعوا وصلهم بالقصيدة. بعكس الشاعر الشاب/ احمد العمير.. هذا الشاعر عاطفي العبارة مرهف الإحساس موهوب.. يمتلك ناصية اللغة الشعرية وناصية النظم.. خياله خصب بالرؤى والأحلام والموسيقى. @ أذكر انني أدرت أمسية شعرية في احدية الشيخ أحمد المبارك وكان هذا الشاعر/ أحمد العمير من فرسانها. فعلقت على قصائده بما معناه: إن هذا الشاعر يكسب شخصيته في قصيدته الوجدانية.. وأنشد وقتها قصيدة بعنوان (عائد.. فهل تعود؟) قال في مطلعها: أيها الشعر وداعا لم تعد لي وأنا يا شعر عفوا لم أعد لك وكنت أحسبها مداعبة من شاعر لشعره.. إلا أنه قال وصدق للأسف وليته لم يصدق. فأحمد منذ ذلك الوقت وهو مفقود شعريا هنا في الاحساء.. فهل من يدلنا عليه؟! @ إن للشاعر أحمد قصيدة كتبها في 2/1/1412ه أي أن عقدا من الزمن يفصل بيننا وبينها.. فمن المؤكد أن الشاعر ترعرع ونما واشتد عوده الشعري فاستغلظ واستوى على سوقه خلال هذه الفترة. وهذه أبيات من تلك القصيدة التي عنوانها "وكتمت اسرار الهوى": لا تخافي انني أهواك سرا إن نفسي تكره الحب المعرى فابدأي خطواتك العجلى لوصلي وافتحي لي من حنان الحب صدرا أنا لا أحمل قلبا حجريا يقتل الآمال في دنياك قهرا إنما أحمل قلبا شاعريا ينثر الإحساس في كفيك درا وهذا ظننا فيك يا أحمد.. فأين دررك الشعرية.. لقد مضى علينا أكثر من عشر سنوات ونحن في انتظار عطاياك الشعرية وهل سيطول بنا الانتظار؟!