برهنت ادارة الاتفاق الجديدة برئاسة عبدالعزيز الدوسري على ان قدومها لتولي شئون النادي جاء لاعادة الهيبة والانتصارات للفريق الكروي، واولى المهام الناجحة لها هو التعاقد مع مدرب عالمي له سمعته، وله مكانته العالمية سواء عندما كان لاعبا لنادي فينورد الهولندي او في صفوف منتخب بلاده، وحتى عندما بدأ مشواره التدرييبي، وهذه الخطوة الناجحة من قبل الادارة يجب ان تقابلها خطوات اخرى من الاطراف الاخرى (اللاعبين والجمهور واعضاء الشرف). وما دامت ادارة الدوسري الحالية تحمل برنامجا واضحا، واهدافا اكثر وضوحا، فان الكرة حاليا في ملعب الثالوث (اللاعبين والجمهور واعضاء الشرف) فما هو مطلوب من هذا الجمهور؟. اللاعبون والدور الأساسي كان اللاعبون في السابق يشتكون من الاهمال الاداري، وفي نفس الوقت هناك حضور اداري منقطع النظير، وهناك شخصيات اتفاقية تحضر المران في "عز الرطوبة" ولا يغادرون النادي الا بعد انتهاء التدريب بساعة او ساعتين، وهناك متابعة ادارية دقيقة ترصد كل شيء، سواء من قبل الجهاز الاداري او ادارة النادي، وهذا الاهتمام يجب ان ينعكس على نفسيات اللاعبين لرفع الروح المعنوية سواء في التدريبات او في المباريات الرسمية في القريب العاجل، وينبغي من اللاعبين ان يثمنوا الدور الكبير الذي تقوم به ادارة النادي او جهاز الكرة، لان المثل الشعبي يقول "اليد الواحدة لا تصفق، فاذا لم يتبع عمل الادارة الجبار عمل آخر من قبل اللاعبين، فان كل المجهودات التي تقوم بها الادارة ستكون "سرابا" وكأنك "يا بو زيد ماغزيت". المرحلة الراهنة تتطلب وعيا اكبر من لاعبي الاتفاق، وهذا الوعي يتمثل برد الجميل للادارة من حيث الجدية في التدريبات، ومحاولة اعادة الهيبة لفريقهم في المباريات.. لاسيما ان البداية القوية سترفع من الروح المعنوية للجميع، وستتولد الثقة "المتوطنة" في جميع الاطراف. وحتى يكون العمل على "أصوله" في هذا الجانب مطلوب من ادارة الاتفاق جلب عدد من اللاعبين السعوديين من الاندية الاخرى، حتى لا يضطر المدرب ان يلعب "بأفضل السيئين" داخل الخارطة الاتفاقية، فالتنافس بين اللاعبين على المراكز الاساسية داخل الفريق هو الحل الوحيد لضمان فريق قوي ومجتهد وايضا فريق لا يلعب بالمركز المضمون بالنسبة للاعبين، فالجهد الذي يقدمه اللاعب سواء في التدريبات او المباريات هو ضمانه الوحيد لضمان خانته ضمن خارطة الفريق. والجانب الاهم الذي قدمته الادارة للاعبين، هو التعاقد مع مدرب عالمي له سمعته، وله مكانته العالمية لاعبا ومدربا، وكان اللاعبون في السابق يشتكون من ضعف القدرة التدريبية التي تشرف على تدريبهم، والآن قدمت الادارة مدربا عالميا لهم، شارك في كأس العالم، وكان لاعبا موهوبا، ومادام الامر كذلك فان حجة اللاعبين في عدم وجود مدرب كفء قد سقطت، والمطلوب منهم جدية اكثر وقتالية اكثر، واحساس نابع من الداخل باعادة الوهج للفريق السعودي الذي حقق للخزانة السعودية اول كأس خليجي واول كأس عربي. فرصة سن حتى ال 23 سنة وامام لاعبي الاتفاق فرصة سانحة لاعادة التوهج من خلال مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد بنظامها الجديد، حيث تنص لوائحها ان المشاركة تكون تحت سن ال 23 سنة، وقاعدة الاتفاق قوية، ولاعبوها حتى سن ال 23 موهوبون، وخير دليل تحقيق الاتفاق بطولة الدوري الممتاز لدرجة الشباب لثلاث مواسم ولم يبتعد عن المنافسة خلال الخمس سنوات الماضية، وهذا يعني ان لاعبي الاتفاق مطالبين بالمنافسة في هذه المسابقة عطفا على نتائج فريق الشباب في السنوات الاخيرة. نكرر امام لاعبي الاتفاق فرصة سانحة جدا لاعادة الهيبة لفريقهم.. لاسيما في ظل الاهتمام الاداري المنقطع النظير للفريق، بدليل ان الادارة صرفت للاعبين نصف راتب بمجرد استلامها المهمة رسميا، وهذا يعني ان الادارة الجديدة عاقدة العزم على الاهتمام باللاعب الذي هو اساس النتائج، وكل الجهود الادارية لن تفلح اذا لم يتحرك اللاعبون لانقاذ فريقهم، ولاعادة فريقهم لوضعه الطبيعي، فما فعله لاعبو فريق الشعلة في الموسم الماضي الصاعد حديثا لاندية الممتاز، هو خير برهان على ان اللاعبين هم الاساس في اي نتائج تتحقق، وبمعنى آخر ان الجهود الكبيرة التي تقوم بها الادارة في الوقت الراهن، لن يكون لها اي اثر ايجابي اذا استمر اللاعبون على الحال التي كانوا عليها في المواسم السابقة. المطلوب انتفاضة من قبل اللاعبين، مثل الانتفاضة الادارية الحالية. والمطلوب اكثر ان يعي اللاعبون ان المرحلة القادمة ليست كالفترة السابقة، فاللاعب غير المجتهد لن يجد له موطأ قدم في الفريق، فالنادي ليس جمعية خيرية ومن لايعطي الكرة، فان الكرة لن تعطيه. وقبل ان نودع الدور المطلوب او المهام التي يجب ان يقوم بها اللاعبون بعد تعاقد الادارة مع المدرب، علينا ان نشيد بحالتي الانضباط والنظام اللتين كان عليهما اللاعبون منذ بدء التدريبات مما يدل ان اللاعبين هم الآخرون مصممون على اعادة فارس الدهناء لموقعه الطبيعي. دعم الجماهير الاندية الكبيرة في اوروبا تعتمد بدرجة كبيرة في دعم خزانتها على جماهير انديتها، على سبيل المثال العضوية السنوية، ودخول التدريبات مقابل مبالغ مادية وشراء شعارات النادي.. الخ القائمة، والاتفاق مقارنة بالاندية السعودية الاخرى "الكبيرة منها" يعتبر ضعيفا جدا، وبامكان الجماهير الاتفاقية العريضة ان تساهم في خدمة ناديها من خلال انشاء صندوق جماهيري خاص لدعم خزينة النادي، وبامكان محبي الاتفاق عمل الكثير لناديهم، فالدعم يجب ان يكون عمليا، ويجب ان يكون فاعلا، اما مطالبة الجماهير بعودة فريقها لمنصات التتويج بالشعارات الكلامية فهذه لغة مرفوضة في المرحلة القادمة. هذا من الناحية المادية، اما من الناحية المعنوية، فالمطلوب عودة الجمهور الاتفاقي المعروف بمزماره المميز العودة للمدرجات سواء في التدريبات او المباريات، ومباريات مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد اختبار حقيقي للجمهور الاتفاقي فهل يسجل النجاح المتوقع منه ام يكتب من جديد سطرا من اخفاقاته وينظر وينتقد وهو في بيته، ويترك الحمل الثقيل على ادارة ناديه التي لا يستطيع الجمهور في الوقت الراهن انتقادها لنجاحه في جلب مدرب كفء للفريق، ومساهمتها في فترة وجيزة جدا في ترتيب الاوراق، وترميم النادي من التصدع الذي حدث له. نتوقع حضورا جماهيريا في التدريبات للشد من ازر مسؤولي النادي واللاعبين، ونتوقع ان تعود الرابطة من جديد وهي تحمل الوفاء لهذا النادي الذي طالما اسعدها في بطولات محلية وخليجية وعربية. الجمهور الاتفاقي حتى الآن لم يتفاعل مع الاصلاحات الاتفاقية، واذا استمر على ما هو عليه، فليس له الحق في انتقاد الادارة، او اللاعبين، اما اذا شارك في حمل لواء المسؤولية على عاتقه، فان الامر سيختلف لانه سيكون عنصرا مشاركا وعنصر وفعالا وحينها يحق له محاسبة الفريق، وحتى محاسبة الادارة. اذا لعب الاتفاق احدى مبارياته الكبيرة، ورأينا جمهور الاتفاق هو الاكثر في المدرجات وهو صاحب الكلمة المسموعة، حينها سنقول ان الجمهور الاتفاقي له حق الانتقاد، وله حق المحاسبة، وحتى تحين تلك اللحظة، علينا الانتظار، وعلينا عدم استباق الاحداث. لماذا يا أعضاء الشرف؟ اذا كان الجمهور واللاعبون يطالبون الادارة باعمال كبيرة من اجل اعادة الفريق لوضعه الطبيعي، فالمطلوب من اعضاء الشرف مساندة الادارة ماديا حتى تستطيع تنفيذ برامجها وخططها، وحتى تستطيع تحقيق النجاح المطلوب منها، اما ان تتحمل الادارة بمفردها مقدم عقد ورواتب المدرب واللاعبين الاجانب، ومكافآت الفوز، فاننا نطالب الادارة بالمستحيل. حتى الآن لم نسمع سوى تبرع الشيخ عبدالله الرشيد لخزانة النادي، ويجب ان يرتقي اعضاء الشرف بالنادي الى مستوى الحدث، فالمطلوب اجتماعات دورية مع الادارة، والاستماع لاحتياجات الادارة، حتى تكون المنظومة الاتفاقية، واذا نجحت الادارة حاليا في تسيير بعض امور النادي الهامة، فأنها في المستقبل لا تستطيع تحمل المسؤولية بمفردها. المطلوب من اعضاء شرف الاتفاق الالتزام بالحصص المتفق عليها منذ امد بعيد، خاصة في بداية الموسم، لانها ستكون عاملا مساعدا للادارة في تنفيذ برامجها او بدون التزام اعضاء بتسديد الحصص المطلوبة منهم، فان النادي سيعود لدوامة البحث عن الذات، ويسود العمل بعض العشوائية. واذا كان عبدالعزيز الدوسري وهلال الطويرقي وخليل الزياني وغيرهم قد قبل في التصدي للمسؤوليه، فينبغي على وعدهم بالدعم والمؤازرة بالالتزام بالوعد والوفاء بالكلمة التي اعطيت، ويكفي المتطوعين في الادارة انهم سيضحون بالوقت والمال على حساب اعمالهم الخاصة. وقبل ان نختم هذه الفقرة يجب التأكيد على نقطة هامة جدا ان الاندية الكبيرة لا تستطيع المنافسة بادارات انديتها لوحدها، بل هناك دعم شرفي قوي تستند عليه ادارات الاندية الكبيرة ليساهم في التعاقد مع اللاعبين الاجانب وتجديد عقود لاعبيهم، وتقديم مكافآت الفوز والقائمة تطول..!! واذا اراد الاتفاق ان يعود لاجواء المنافسة لابد ان يكون الدعم الشرفي موازيا للطموحات الاتفاقية.