تاريخ الشركات العائلية في المنطقة غني بأمثلة الاجتهاد وكيفية الاستفادة من الفرص التي تحولت إلى قصص نجاح تمثلت بإمبراطوريات تجارية ومالية. نجد أن الرعيل الأول قد صنع اسما تجاريا معروفا ومنتجا مميزا في تمكين لنفسه بأن يكون ركيزة اقتصادية. لكن هذا الإرث مصيره أن يصل للأجيال اللاحقة ضمن العائلة التجارية. وعلى من يحمله أن يكمل طريق العمل ويضمن ديمومة النجاح وهذا صعب إن لم يكن الشخص مهيأ لذلك. التهيئة تأتي بصور عدة منها التعليم الجيد وتحقيق الخبرة بمجال العمل ولكن الأهم من ذلك هو وجود الرؤية والتكيف على الاستجابة لمتغيرات السوق ومتطلباته بالتغيير ضمن المفهوم والأداء. البرامج والدورات التي تتحدث وتناقش كيفية إعداد القادة كثيرة ومفيدة ولكن الأهم منها هو نقل التصور ومفاهيم العمل والمسؤولية من جيل لآخر.عادة ما تصنف الرؤية ضمن الصفات القيادية في تمييز واضح للفرق بين القائد والمدير الذي ينفذ من دون حس استباقي بما هو أفضل. القدرة على التصور وبعد النظر هما مطلبان أساسيان في سوق مفتوح ومتأثر بما حوله من متغيرات أيا كانت. إشكالية الجيل الثالث في الشركات العائلية مع الإدارة هو أنه يأتي على إرث امتد لسنوات طويلة دون استيعاب للتمدد الحاصل فيه. فنجد أن هناك مجموعات عائلية عديدة ما زالت تتعامل إداريا كما لو أنها نفس المنشأة الصغيرة التي ابتدأت بها. يزداد الوضع سوءا عندما يغيب التخطيط لما يجب أن تكون عليه المنظومة سواء في الهيكلة أو في طريقة الإدارة واتخاذ القرارات. مما يأتي على فرص الشركة في التطوير وتحصيل فرص جديدة. فنجد أن الخسائر تتوالى الواحدة تلو الأخرى إلى أن تأتي الضربة القاصمة التي تهدم ما بني في سنوات عديدة كأن لم يكن، ولهذا تأثيرات سلبية على الاقتصاد بالطبع أقلها كمية الموظفين الذين سيخسرون وظائفهم وما يعتمدون عليه كمصدر دخل رئيسي لهم ولذويهم. الشيء بالشيء يذكر والرؤية تأتي متلازمة مع التغيير. إذا كان قائد المجموعة أو الشركة قد غيب الرؤية والتخطيط في سبيل شيء آخر كتغليب الحضور الشخصي في مناسبات المجتمع وهذا أحد ما نعاني منه للأسف فإن وضع الأداء سيكون من سيئ لأسوأ. ما يستلزم الفهم الكامل والقدرة على توجيه العمل والأداء للأفضل من القائد وهذا لا يتم سوى بإحداث الفرق ضمن بيئة عمل جديدة وفهم للسوق واحتياجاته بمفاهيم تختلف تماما عما كانت عليه في زمن أبيه وجده. وهذا لب مفهوم القيادة. البرامج والدورات التي تتحدث وتناقش كيفية إعداد القادة كثيرة ومفيدة ولكن الأهم منها هو نقل التصور ومفاهيم العمل والمسؤولية من جيل لآخر. دراسة الحس الفطري لدى من سبقونا في كيفية البحث عن الفرص واستحداث النجاح تغني كثيرا عما يوجد في كتب الإدارة والتوفيق من رب العالمين هو رأس المال. twitter | @fozanii