من جماليات الشركات العائلية أن النقاش عنها مع ذوي خبرة ممن عملوا فيها يثريك دائماً بمعلومات جديدة. حسب علمي أنه لا يوجد لدينا إلى الآن أي شركة عائلية تحمل أو تتبنى المفاهيم والتنظيم الصحيح الكامل المطبق في مثيلاتها في الأسواق الأخرى. والدليل التخبط في شروحات الحوكمة وتنظيم مجالس الأسر الإدارية التي مازالت تناقش وتعلن كل حين. ولهذا التخبط ميزة إن صحت الكلمة وهي أن المجال مفتوح دوماً للاقتراحات، وإذا جنب الخاطئ منها فالمفاضلة تكون بين الاقتراح والاقتراح الأفضل تبعاً لقياسات الملاك وأهوائهم. أثبت السعودي أنه إذا كوفئ بما يستحق وأنه إذا أعطي مساحة للتطوير والإبداع أنه شخص منجز ومحقق والأمثلة في السوق تشهد.احدى الإشكاليات التي تعاني منها الشركات العائلية والقطاع الخاص عموما هي السعودة. بغض النظر عن تبعات وتطبيق القرار. نجد أن هناك نوعا من المحاربة للسعودي تأتي بعدة أشكال. مما شهدت وسمعت سأضع بعض أسباب الخوف من السعودة والسعودي مع تعليق على كل واحدة منها وهي ثلاثة بالإجمال. مقاومة التغيير، وهذه طبيعة في الناس عموماً لا يمكن لومهم عليها. حيث إن قصر النظر عادة وعدم الوثوق بالنتائج يؤدي إلى ذلك. وهذا من عدم الاستيعاب للقيمة المضافة التي يمكن تحصيلها من توظيف السعودي للمنشأة. الحل لهذا هو القبول والتكيف ولا يكون ذلك بمجرد الانصياع لقرارات وزارة العمل بل يكون بتهيئة المنشأة للتغيير وتعيين خطة تزيد من المخرجات وتثبت الفعالية. النقطة الثانية، هي المقارنة الدائمة بين السعودي والوافد فيما يخص بأن السعودي أقل إنتاجية وهذا غير صحيح. أثبت السعودي أنه إذا كوفئ بما يستحق وأنه إذا أعطي مساحة للتطوير والإبداع أنه شخص منجز ومحقق والأمثلة في السوق تشهد. ولكن أن يوضع ضمن مجموعة من الوافدين لا توفر له ما يحتاج من دعم وتدريب خوفا من أن ينافسهم على أماكنهم ثم يطلب منهم تقييمه فلا بد أن يكون هو الخاسر! النقطة الثالثة وقد تركتها للأخير عمداً وذلك لأنها لا تعمم ولكنها موجودة للأسف، ألا وهي أن بعض الملاك يجد صعوبة في التعامل مع السعودي. السبب أنهم قد تعودوا على فئة من الوافدين أو لنقل العمالة الأجنبية ممن يخصص لهم رواتب وفوائد عالية ولا يسمع لهم صوتا بمعنى أنهم يوافقون المالك في رأيه دون مناقشة أو جدال بعكس السعودي. حل ذلك هو أن الرغبة بالنجاح والربح لن تكون إلا بممارسة من عين ضمن المنشأة لخبرته ومعرفته في إثراء المنشأة. ومعرفة أن الاحترام لا يبادل إلا بمثله والعكس صحيح. ما زال في الشركات العائلية الكثير ليطرح ويناقش. ولا يزال في القطاع الخاص ما يمكن أن يصدر فيه مجلدات ولكن لن تكون هناك فائدة من ذلك حتى تكون هناك استجابة وتوجه للأفضل. وهذا في علم الغيب ميعاد حصوله ! @fozanii