كشفت النتائج الاولية لتقرير أعد للوكالة الامريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد) عن تردي الاوضاع الصحية والمعيشية بصورة هائلة في الاراضي الفلسطينية. وأوضح التقرير تدهور سوء التغذية والانيميا بين الاطفال الفلسطينيين الى أكثر من أربعة أضعاف معدلاتها مقارنة بفترة ما قبل اندلاع انتفاضة الاقصى0وبين أن ثلاثين فى المئة من الاطفال الفلسطينيين الذين خضعوا للفحص يعانون سوء تغذية مزمن بينما يعاني21 فى المئة من سوء تغذية حادة مشيرا الى أن هذه المعدلات تمثل زيادة كبيرة مقارنة بأرقام عام 2000 التي أظهرت أن 5ر7 فى المئة من الاطفال الفلسطينيين يعانون سوء تغذية مزمن وأن 5ر2 فى المئة يعانون من سوء التغذية بمعدلات حادة0ومن المقرر أن يصدر التقرير الذي أعده فريق من جامعة جون هوبكينز الامريكية وتم الانتهاء من اعداده منذ أسبوع فى الخامس من أغسطس المقبل0وبين التقريرأن45 في المئة من الاطفال الفلسطينيين الذين خضعوا للفحص ممن تقل اعمارهم عن خمس سنوات يعانون من الانيميا بدرجات متفاوتة بينما تعانى من الاعراض ذاتها 48 في المئة من النساء فى سن الحمل ممن شملهن الفحص0 ويقول التقرير ان30 في المئة من فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة يعتمدون على المعونات الغذائية من برنامج الغذاء العالمي واللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات غيرالحكومية0ويظهرالتقرير ان الاجتياح الاسرائيلى للضفة الغربية فى شهرى مارس وابريل الماضيين رفع عدد المنازل الفلسطينية التى تعرضت للهدم منذ بدء الانتفاضة بنسبة50 فى المئة0وينقل التقريرعن وزارة الاسكان الفلسطينية قولها ان الجيش الاسرائيلى دمر720 منزلا فلسطينيا بينما تعرض 11553 منزلا لاضرار مختلفة وذلك فى الفترة من سبتمبر2000 الى فبراير2002مضيفا أن ما يقرب من73600 فلسطيني تضرروا بسبب أعمال الهدم والتدمير0وأضاف أن الاجتياح الاسرائيلى فى مارس وابريل الماضيين فقط أسفر عن هدم 881 منزلا واصابة2883بأضرار فى معسكرات اللاجئين موضحاأن22500مواطن فلسطينى كانوا يسكنون تلك المنازل0وقال التقرير انه يوجد قلق متزايد من فرص انتشار الاوبئة بين الفلسطينيين نظرا لعدم توافر المياه الصالحة للشرب وعدم توافر المسكن ووجود أعداد كبيرة من المواطنين فى أماكن محدودة. وأكد أن البرنامج العلاجى للفلسطينيين فى المناطق الريفية والذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة مثل السرطان والفشل الكلوى والسكر وارتفاع ضغط الدم تعرض لضرر بسبب صعوبة التنقل وعدم توفر الادوية اللازمة. وينقل التقرير عن البنك الدولى قوله ان 70 فى المئة من المواطنين الفلسطينيين فى الضفة الغربيةوغزة يعيشون تحت خط الفقر. ويكشف عن أن زيارة ثلاثمائة من المنازل فى نابلس أظهرت أنه لا توجد مياه صالحة للشرب بأى من تلك المنازل وأن تزايد معدلات الاصابة بمرض الاسهال يعد دليلا على أنه لا توجد ظروف معيشية صحية وتلوث المياه. ويقول التقرير ان الاغلاق وحظر التجول المفروض من قبل اسرائيل دفعا وزارة الصحة الفلسطينية الى العمل بثلاثين فى المائة فقط من طاقة منشاتها بينما دمرت القوات الاسرائيلية 25 من مجموع 121 سيارة اسعاف فلسطينية.. ويتطلب الامر من أى سيارة اسعاف فلسطينية ما بين ست الى ثمانى ساعات لنقل المصابين الى أى مستشفى وذلك اذا سمحت اسرائيل بذلك من الاساس.