أجمل الألحان هي تلك التي تعبر عن هم أو شجن، لتقول للآخرين ما نود أن نقوله لهم، هي التي لا تملها مهما ترنمت بها، أو استمعت إليها، لأنها بكل بساطة ناطقة بوجدانك، مُعربة عن أحاسيسك ومشاعرك، ولحن مقالتي اليوم نغم تراجيدي أتذكره كلما مررت بشوارع الدمام، تلك التي بات المسير عليها كالمشي على الجمر، لا لشيء إلا لأن سفلتاتها رديئة ولا يحسن وصفها بغير ذلك! ويوم قلت في ندوة ل"اليوم" عن المجالس البلدية في المنطقة الشرقية: إن شوارعنا ذات جودة منخفضة، رد عليَ ماضي الهاجري عضو مجلس الدمام البلدي فقال: بل هي بلا جودة، على أن ماضي وأنا لم نكن نعني طرقاتنا القديمة، المُتعين على عطاري الأمانة إصلاح ما أفسد الدهر منها، ولكننا نقصد الطرق الجديدة التي كلما مر بها عابر تزفر أسى لرداءتها! لن أبالغ إذا ما قلت إن الدمام الأسوأ سفلتة في المنطقة، من غير قصور في الخُبر طبعا، ولا تهون الأحساء، لأنها جميعا في الهم شرق، ولأقلها بصراحة لكل أمانة وبلدية: إننا نُعاقب بالمرور على أي سفلتة جديدة تُمهد بوساطتكم، لأنها رديئة، ورداءتها تترصدنا في كل طريق نولي وجوهنا نحوه، ليس هناك جودة في معظم ما تعيدون سفلتته، وما ثمة إلا فزاعات تتقافز بنا، وتهزنا كما تهز نغمة الزار أجساد راقصيها! لا أدري لِمَ لا تُصاب الطرق التي أشرفت على سفلتتها أرامكو والهيئة الملكية بفايروس الرداءة الذي لا يفارق شوارعكم، لِمَ طرقاتكم وحدها الأسوأ في المنطقةتلك التي تسمونها -مجازا- شوارع هي بلاءات لا يمكن استشعار رداءتها إلا من خلال مقارنتها بغيرها، لدى المسير على مثل جسر الملك فهد، وعلى الطرق التي أشرفت عليها الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وكذا منشآت أرامكو في بقيق والظهران، ولن أشطح بخيالي نحو دول الجوار التي تعرفونها جيدا، أما هنا فهيهات هيهات أن نجد ذات الراحة والشعور على طريق أشرفتم على سفلتته، حتى ولو لم يمض على تعبيده 25 يوما، وليس 25 سنة كما جسر الملك فهد! لا أدري لِمَ لا تُصاب الطرق التي أشرفت على سفلتتها أرامكو والهيئة الملكية بفايروس الرداءة الذي لا يفارق شوارعكم، لِمَ طرقاتكم وحدها الأسوأ في المنطقة، من المتسبب، من الجاني وقد عرفنا الضحية: أنتم، أم مقاولوكم الذين يُنحون باللائمة عليكم، أم مقاولو الباطن الذين وأدوا جودتها ليتفرق دمها بينكم؟! [email protected]