خالطت الثلوج جسده الذي فقد حرارة الحياة وأحتضنت الصفرة معالم وجهه الذي خلا من صخب العمر. بقرار محموم منى خنقت أحلامه البريئة وسجنتها وسط أسواري المنيعة حددت سنوات عمره ووضعت نهايتها بيدي الآن. اصبح لي أنا كما كان دائما عانقت عيناي جسده الممدد في سكون مميت بلهفة عارمة حدثته برقة طالما داعب بها صوته مسامعي كما تداعب نسمة الهواء الباردة جسد المزارع ساعة توسط الشمس افق السماء. حبيبي الآن انثر الورد الاحمر على جسدك الساكن فتكتسي الورود حلة تضاهي لون بشرتك البرونزي الذي لم تبهته برودة الثلوج ولا تتابع الشهور. تعال نشعل الشمع ملاذا للحظة حبنا السرمدي حيث عدت بك ذلك اليوم وانا اسحبك مع شريط احلامي التي تجسد بك وفيك فاختلطت دماؤك الساخنة لتعانق بشرتي البيضاء فيرسم الحب لوحة عشق اسطوري عانق سنوات عمري الطفولي وتسلق مراحل عمري مرحلة مرحلة وكأنه اغصان شجرة اللبلاب حينما تتماوج على الحبال المتدلية من نافذة غرفة زينب حين تتراقص عرائس الجمال على صوت الموسيقى الحالمة فينتشي القلب الصغير بسماع صوتك العندليبي ويسعد العين بريق وجهك الملائكي وتصدح الروح ترفرف كأسراب طير البجع الابيض ساعة المغيب. ماذا كنت تنشد لذى الدانة الحب! الحب من هنا غنى من براعم عمرنا الوئيد حيث كنا بذرة واحدة أرتوت من نهر واحد فتشابكت اغصانها في حنان ملهوف اردت اليوم ان تفرق اغصانها المتشابكة بقرار رحيلك لقد سبق قراري قرارك وحبي حبك وحلمي حلمك فلا تبكي حبيبي وانا ابتسم نضرة لحبي وشماتة بدموع عينين عذبهما الفراق فأصبحت شبحا يتدارى خلف اسوار الحزن الاليم. حبيبي اليوم قررت وسط هذه الورود وهذه الشموع وهذه الدماء المتحدة مع بياض الثلج في فتنة ساحرة ان احلق الى افق روحك واطير كفراشة انتشت بعطر الحب ورونق الهوى فأطير في ملكوت الارواح لابحث عن روحك التي تقف تنشر ذراعيها لهفة للقاء. اختلطت الدماء بعضها ببعض تلاصق الجسدان توقف نبض القلب وطارت الروح تهيم كفراشة تداعبها نشوة العشق. تهت في ذلك الملكوت حيث رأيتك هناك كطائر البجع ابيض تنزف جراحك دما قانيا وتعانق دموعك الملتهبة على بعد روحها. ومن اعلى حيث لا تبصرك تنشر ورودا على شعرها الحريري وعيناك اللتان زينتهما الدموع لاتبصر سواها هي. حلقت اهيم في غربة احزاني بمرارة وجداني وتعثر حلمي وعجز آهاتي استدرت لأعود تاه الطريق تحول الى سراب وحطام اشياء. فاطمة المغاسلة