امتزجت أكثر من خمسين لوحة تشكيلية بالسريالية في قالب خيالي، قدِّم التشكيلي علي الجشي من خلالها تجاعيد وجه الإنسان والخيل وأوراق الشجر والبيوت الشعبية، التي تشكلت مع بعضها بمنظور وعمق مختلف ما بين التضاد والتباين، عن طريق استخدام خامة “الفحم”، بكل طاقاتها، لاستخراج ملامس السطوح والتركيز على “الملمس البصري” للتفاعل مع اللوحة الفنية، من خلال معرض “ملامس”، الذي أقيم أمس الأول في قاعة نادي الفنون بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، ويستمر لمدة عشرة أيام. وقال أستاذ التربية الفنية في جامعة الملك سعود بالرياض، الدكتور صالح الزاير، ل”الشرق” خلال افتتاحه المعرض الذي شهد حضوراً واسعاً من فنانين ومهتمين بالفن التشكيلي في المنطقة: “إن أعمال الفنان الجشي مغرقة في فن ما بعد الحداثة، والتي توظف كل الوسائل لإعطاء الشكل فرصة على المضمون المرتبط بالتاريخ والتراث وضمير الإنسان”. وأضاف: لقد ركز الفنان خلال لوحاته على القيم “الملمسية”، والظل والنور، ودورهم في إبراز الشكل، حيث تبدو للوهلة الأولى أنه يتوجس الشكل، ويخاطبه خطاباً حداثياً مغرقاً في الواقعية، وهذا ما يبدو على أعماله من النظرة السطحية، وربما يصنف أعماله في البورتريه “الصور الشخصية النصفية” بواقعية كلاسيكية. ولاحظ الدكتور الزاير أن الوجوه التي يرسمها الجشي ليست مجرد شخوص عابرة، بل هي مرتبطة بموضوعات قريبة، ومرتبطة بالمجتمع المحلي، وأن في لوحاته جوانب إنسانية عامة تتضمن معاناة الإنسان عبر الزمن، وهو ما يظهر من خلال الوجوه والتجاعيد ومنابت الشعر، وهي في الأغلب تحكي لنا قصة الإنسان؛ كيف يعاني، ويكدح، من أجل توفير لقمة العيش. من جهته، قال الفنان التشكيلي علي الجشي ل”الشرق”: إن تجربته في معرضه الأول عبارة عن دراسة للعناصر التشكيلية، تهدف إلى تقديمها إلى الجيل الجديد من الفنانين التشكيليين. وأضاف إن معرض “ملامس” هو أحد المعارض المتخصصة في مجال الرسم التشكيلي، باستخدام خامة “الفحم” وملحقاتها بأساليب مختلفة، بعضها واقعية، وأخرى سريالية، ليبرز من خلالها سطوح ملمسية متباينة، أو متوافقة، إما من ناحية الشكل، أو المعنى للأجسام، وربطها بعامل الزمن، مما يجعلها أكثر تفاعلاً للإدراك البصري، وكذلك دراسة عنصر الضوء والظل، وكيفية توظيفهما بالأسس التشكيلية.