يعد الفنان التشكيلي محمد سيام (1954-2011) واحداً من فناني الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السعودية، ومن الأسماء الهامة التي أثرت الساحة التشكيلية خلال عقود من عمرها بالحضور والنتاج والمشاركة. الفنان الراحل محمد سيام يعرض إحدى لوحاته توفي الفنان سيام قبل أسابيع بشكل مفاجئ في المدينةالمنورة مقر مشغله وإقامته المبكرة. كانت آخر مشاركاته الفنية في معرض نظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز «سايتك» بالخبر، وعرضت له فيه لوحتان. وكان يحضر لإقامة معرض شخصي في جدة تم الإعلان عن تأجيله أكثر من مرة. درس محمد سيام في معهد التربية الفنية بالرياض وتخرج عام 1974 بعد أن لفت أنظار المعلمين وزملائه الطلبة.. التنافس الفني بينه وبعض زملائه اتضح أكثر مع رفيق مشواره الفنان عبدالحميد البقشي، وكان الاثنان يتجهان إلى صيغة تستفيد من المنتوج السريالي الذي ظهر تأثيره في أعمال قليلة لسيام وكثيرة عند البقشي، إلا أن اهتمامات سيام التالية كانت تتجه إلى أكثر من صيغة، فظهرت في أعماله تأثيرات مباشرة للتكعيبية التي اشتغلها براك وبيكاسو، إلا أن سيام كان يستعير مواضيع محلية لتحقيق حلوله الفنية وأفكاره. سيام فنان عملي جاد ومخلص، لا تثيره الأضواء أو الشهرة بقدر العمل، ومن هنا فإن رحلاته مع زملائه أثناء المعارض قليلة، مكتفياً بحضور أعماله الملفتة في أكثر الأحيان. الحديث عن تجربة الفنان محمد سيام يعني العودة إلى أكثر من 35 عاماً، منذ كان على مقاعد الدراسة في المعهد، ثم بدئه العمل مدرسا للتربية الفنية في المدينةالمنورة التي عاش وتوفي فيها كما مارس فنه وأسس ورشته الفنية، وعمل مخلصا في مجال الفن التشكيلي رساما يستلهم من المحيط والبيئة المحلية وكل ما تقع عليه عيناه ويقع في إطار قناعاته الفنية. واتجه في أعماله لاستلهام المكان، وهي السمة الغالبة فيها.. رسم مناظر ومشاهد من المدينةالمنورة، وجميعها تتجه إلى شكل من البانورامية التي يميل إلى تناولها. أكسبت الممارسة المتواصلة سيام خبرات في توليف عناصره الفنية وفق ما هو محبب أو مطلوب، فنجد في أعماله البانورامية توليفا بين الأماكن المقدسة وبين الأوابد المعمارية في بعض المدن، ويضيف غالبا النخيل وبعض المظاهر الاجتماعية كالرقصات الشعبية، ونلمح تماسا مع رغبات المشاهد التي لا يستصعب معها وضوح الفكرة ووصولها بيسر.. من هنا كانت أعماله مرغوبة ومحببة. أنتج سيام خلال مسيرته عددا كبيرا من الأعمال، التي كانت مثيرة بقدرته على توليف مفرداتها ووضعها في إيقاع فني سهل الوصول، يعبر عن شخصيته الهادئة القريبة من النفوس.. إنه قليل الكلام بارع عند العمل، كان هادئا يتميز ببشاشة وطيب نفس تستشعر في خجله وصوته الخافت. سيام فنان عملي جاد ومخلص، لا تثيره الأضواء أو الشهرة بقدر العمل، ومن هنا فإن رحلاته مع زملائه في جماعة فناني المدينةالمنورة، التي كان أحد مؤسسيها، أثناء المعارض قليلة، مكتفياً بحضور أعماله الملفتة في أكثر الأحيان. وحافظ سيام خلال سنوات تجربته الفنية، الثرية بالحضور والمشاركات، على وضوح الصورة (عمله الفني)، وعلى أسلوبه المبكر والاستفادة من الحلول الهندسية التي بعثتها التكعيبية، لكنه بالمقابل سعى إلى أن يمنح لوحته منفذاً آخر من محاولاته التعبيرية التي تتكئ على اللون ونتيجته الآنية.