بدأت فى فيينا امس جولة جديدة من المحادثات بين العراقوالاممالمتحدة وسط مؤشرات تشاؤم ابدتها اوساط المنظمة الدولية حيال فرص وامكانية رجوع المفتشين الدوليين الى بغداد بشكل فوري. وعلم مراسل وكالة الانباء القطرية فى واشنطن من مصادر دبلوماسية مطلعة بان حكومات بعض الدول الاوروبية والافريقية المحتفظة بعلاقات دبلوماسية مع العراق تنشغل فى الضغط على الحكومة العراقية لقبول رجوع عددمحدود من المراقبين الدوليين الى بغداد بشكل فورى ومؤقت لاثبات حسن نواياها حيال الاممالمتحدة وصدق حرصها على تأمين تحقيق التقدم فى الجولة التفاوضية الجديدة. وافادت المصادر ايضا ان فكرة رجوع المفتشين الدوليين بشكل رمزى الى بغداد هى من الافكار والمقترحات التى سيناقشها عدد من قادة الدول الافريقية خلال اجتماعهم فى مدينة ديربان بجنوب افريقيا مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقى الذى وصل الى هناك امس فى زيارة رسمية لجمهورية جنوب افريقيا تستمر يومين. وعلم المراسل ايضا ان كوفى عنان الامين العام للامم المتحدة ناشد عددا من حكومات الدول الاوروبية وروسيا الضغط على القيادة العراقية للسماح برجوع المفتشين الدولييين الى بغداد ضمن مساع دبلوماسية دولية تستهدف انجاح الجولة الجديدة من المفاوضات بين بغداد والمنظمة الدولية. وفى تصريحات للصحفيين قال كوفى عنان ان المفاوضات بين العراقوالاممالمتحدة لا يمكن ولا ينبغى ان تستمر الى ما لانهاية.. واصر على ان تكون الجولة الجديدة من هذه المفاوضات جولة حاسمة. وكانت الحكومة العراقية قد قبلت من حيث المبدأ فكرة رجوع المفتشين الدوليين الى بغداد بيد انها ربطت هذا القبول بتأمين تحقيق جملة من الشروط والمطالب وفى طليعتها تحديد جدول زمنى ملزم لرفع العقوبات الدولية عن العراق.. والزام الاممالمتحدةباقناع الامريكيين والبريطانيين لازالة مناطق حظر الطيران المفروضة فى شمال وجنوبالعراق. وينظر المراقبون فى واشنطن الى تصاعد التهديدات الامريكية ضد العراق بانه من العوامل التى تهدد او تقوض فرص رجوع المفتشين الدوليين الى بغداد وذلك انطلاقا من مخاوف الحكومة العراقية من احتمال لجوء الولاياتالمتحدة الى ضرب العراق تحت غطاء حماية المفتشين الدوليين العاملين فى بغداد.