سأل الوليد بن عبد الملك أباه عن معنى السياسة فقال الأب :إنها هيبة الخاصة مع صدق مودتها , واقتياد قلوب العامة مع الإنصاف لها, واحتمال هفوات الصنائع (أخطاء المكلفين بالمهام العامة). ونحن نقول : يارب .. تصبر هذا البلد على من لا يفهم السياسة على أصولها! أما عن الوزارة فقديما قال العرب إن اسمها مشتق من ثلاثة أوجه أحداها أنه مشتق من الوزر وهو الثقل لأن الوزير يحمل عن الملك اثقاله, والثاني أنه مشتق من الأزر وهو الظهر لأن الملك يقوى بوزيره كقوة البدن بالظهر, والثالث أنه مشتق من الوزر وهو الملجأ ومنه قوله تعالى (كلا لا وزر). ونحن نقول: الله يعين كل وزير على ثقل وزارته وعلى تقييم نواب مجلس الأمة وناخبيهم لأدائه. أما عن القضاء فتذكر كتب التراث العربي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى معاوية كتابا في شأن القضاء يقول فيه: اذا تقدم اليك الخصمان فعليك بالبينة العادلة , أو اليمين القاطعة, وإدناء الضعيف حتى يشتد قلبه وينبسط لسانه , وتعاهد الغريب, فإنك إن لم تتعاهده سقط حقه ورجع إلى أهله, وإنما ضيع حقه من لم يرفق به, وآس بين الناس في لحظك وطرفك , وعليك بالصلح بين الناس ما لم يتبين لك فصل القضاء. ونحن نقول : عليكم يا أهل الكويت بالبينة العادلة وتذكروا قول المولى عز وجل في كتابه الكريم (وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل). قال الفرزدق: خرجت أريد مكة ,فاذا بقباب مضروبة وفساطيط (بيوت من الشعر) منصوبة فقلت لمن هذه ? وقالوا : للحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) فعدلت إليه وسلمت عليه , فقال الحسين: من أين أتيت يافرزدق ? قلت من العراق ! فقال: وكيف تركت الناس ? قال الفرزدق : القلوب معك والسيوف عليك والنصر من عند الله!!! ونحن نقول: لا تيأس يادكتور يوسف .. قلوبنا معك والنصر من عند الله .. أما السيوف فليس لها مكان في مسيرتنا. مر إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه بالهم والحزن , فقال له ابراهيم : يا هذا اني سائلك عن ثلاثة فأجبني . فقال له : نعم , فقال ابراهيم : ايجري في هذا الكون شيء لا يريده الله? قال : كلا , قال: افينقص رزقك عن شيىء قدره الله? قال : كلا , فقال إبراهيم: افينقص من اجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة ? قال : كلا , فقال ابراهيم: فعلام الهم إذن??? ونحن نقول : يا دكتور يوسف الإبراهيم علام الهم إذن?! سئل أحد الابطال عن سر قدرته على مواجهة الصعاب فأجاب قائلا: هل شاهدت حجارا وهو يكسر الاحجار ? إنه يظل يضرب الصخر بمطرقته ربما مئة مرة , دون ان يبدو فيها أي أثر يبشر بكسر أو فلق وفجأة وفي المرة الواحدة بعد المئة ينشطر الصخر شطرين ولكن ليس من الضروري أن تكون الضربة الأخيرة هي التي حققت هذه النتيجة بل المئة التي سبقتها. ونحن نقول: لتكن أنت يادكتور يوسف بأدائك الإصلاحي الذي انتهجت الحجار الذي لا ييأس وأقوى من أي صخر يعترضك ولتعلم ان الصخر لابد ان ينكسر حتى وإن اخذ منك ذلك كثيرا من الوقت والجهد. السياسة الكويتية