مر إبراهيم بن ادهم على رجل ينطق وجهه بالهم والحزن فقال له أيها الرجل إني سائلك عن ثلاث فأجبني قال الرجل نعم قال إبراهيم أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله قال كلا ، قال أينتقص من رزقك شيء قدره الله قال كلا ، قال أينتقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة قال كلا ،فقال إبراهيم فعلام الهم إذن بهذه الكلمات التي تسطر بمداد من ذهب يرشدنا هذا العالم الجليل إبراهيم بن أدهم إلى واقع مهم أغفله الكثير منا في خضم تطور الأحداث وجلبة الحياة الحديثة حيث أضحى الكثير منا يدور في حلقة مفرغة تكاد تضيق حلقات تلك الدائرة الضيقة حتى نكاد لا نجد مجالا للهرب فالكثير منا يحمل الدنيا بآلامها وأحزانها على أم رأسه ويسيطر عليه الهم والحزن ويضيق ذرعا لأتفه الأسباب بينما لو تأمل حال الدنيا وعرف أنها خلقت على كدر وأنت تريدها صفوا وهذا محال فالله سبحانه وتعالى خلق الدنيا بهذا الشكل المحفوف بالاكدار والأحزان والأفراح والأتراح ليجعل كلا منا يرضى بواقعه وتلك الأيام نداولها بين الناس فيجب علينا جميعا الرضا بالواقع فما دام الإنسان يعرف ويؤمن بأنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له فلم الخوف والهلع هل يغير ذلك من الواقع شيئا لا أعتقد ذلك بل يزيد من مصادر القلق وتشتت الانتباه لذا ومن واقع الحال وجب علينا أن نشق طريقنا في الحياة بهدوء مع أمل أن المستقبل مفروش بالورود وأن الغد السعيد قادم ومن تفاءل بالخير وجده ولتكن حياتنا أملا جميلا كما يقول الشاعر : لتكن حياتك كلها أملا جميلا طيبا ولتملا الأحلام نفسك في الكهولة والصبا فالتأمل بخير لا يأتي إلا بخير كما أنه علينا جميعا اليقين حقا أنه لن ينقص من رزقنا شيء قدره الله فعلام هذا السعار خلف البورصات العالمية وأكل الربا والغش وأخذ الرشوة ونحن نعلم أن رزقنا محدود ومعلوم مهما عملنا من المعجزات صحيح أن الإنسان مطلوب منه أن يسعى في مناكب الأرض وان يعمل بجد لكسب عيشه ولكن بدون هذا التهافت والتكالب على الدنيا الذي يؤدي إلى أكل الحرام وتعدي الخطوط الحمراء في الكسب الطيب ، فالكسب الطيب وان كان قليل فهو مبارك ، كما أن الأجل محدود فلماذا الألم والحزن فلنستغل كل دقيقة من هذا العمر المحدود في طاعة الله في الرضا وفي التسامح في مساعدة الآخرين في العمل الجاد المنتج لخدمة البشرية وبذلك يتحقق الأمل ونسعد بالفرح وفق الله الجميع لما فيه الخير . حمود دخيل العتيبي الرياض [email protected]