الكلمات سفيرة المشاعر والخواطر والأفكار، والحوار جسر التواصل وحبل الترابط وشريان الالفة والتفاهم بين الزوجين. فكيف تكون الحياة اذا تصدع ذلك الجسر او قطع ذلك الحبل او تمزق ذلك الشريان موقفا نبض الحياة في جسد العلاقة الأسرية. والأهم من ذلك كيف السبيل الى اصلاح الخلل وإحياء تلك العلاقة من جديد؟! الحياة الزوجية شركة قائمة على أسس ومبادىء ومفاهيم ومبادىء وأهم هذه الأسس والمبادىء التفاهم والتحاور بمعنى ان تكون هناك جلسات للمصارحة بين الزوجين بين الحين والآخر وفي هذا فائدة كبيرة فهذه الجلسات تعتبر من أهم مقومات نجاح العلاقات الزواجية. كما ان الكثير من حالات الطلاق كان سببها الرئيسي هو غياب الحوار بين الزوجين فالحوار وسيلة ناجحة للتعبير عن مكنونات النفس ومنع الترسبات التي من شأنها ان تصيب العلاقة بين الزوج وزوجته بالمرض ومن ثم قد يستعصي بعدها العلاج. والحوار في حد ذاته يحتاج الى أسس ومبادىء حتى يجني كلا الطرفين الفائدة المرجوة منه فهو يتطلب اختيار الوقت المناسب وأنسب وقت للمصارحة متى ما كان الطرفان هادئين لانه اذا كان احدهما متوترا او متعبا او منشغلا بأمر ما فانه قد ينقلب الحوار الى صراع وقد يحدث ما لا يحمد عقباه وكثير من حالات الطلاق وللأسف تحدث نتيجة اختيار المرأة للحوار مع زوجها في وقت غير مناسب فكلمة منه وكلمة منها ويحدث الطلاق، ولكن لو انها اختارت الوقت المناسب لكان الموقف غير الموقف والحال غير الحال (فلكل مقام مقال) كذلك لابد ان تكون عملية المحاورة والمصارحة في عزلة عن الجميع ولا تكون أمام الأهل او الأولاد لأن هذا الأسلوب يؤدي الى شرخ في العلاقة الزوجية، بالاضافة لذلك لابد ان يكون لدى كلا الطرفين الأسلوب المناسب والقدرة على توصيل ما يريد فالصوت الهادىء، واللمسة الحانية والكلمة الرقيقة لها مفعول السحر وتؤدي الى نتائج لم تكن متوقعة بين الطرفين. كذلك لكل انسان ايجابيات وسلبيات فالكمال له سبحانه وتعالى ففي أثناء الحوار غالبا ما يتطرق احد الزوجين او كلاهما الى سلبيات الآخر دون ذكر الايجابيات التي يتمتع بها والتي قد تكون أكثر من سلبياته ولكن في غياب الحوار الهادىء تغيب تلك الايجابيات وتظهر السلبيات، لذلك فمن أهم الأسس التي يرتكز عليها الحوار الايجابي والمثمر البدء بالايجابيات فهذا يمهد لسماع السلبيات ومحاولة تلافيها او التخفيف منها قدر الامكان، كذلك لابد من الموضوعية أثناء التحاور فيجب على أحد الزوجين او كليهما ألا يخلط بين ما حدث في الوقت الحاضر وبين ما حدث في الماضي فخطأ بسيط يصدر من الرجل او من المرأة فينهال أحدهما على الآخر بانه منذ فترة قد حصل منه كذا وكذا وبأنه لم ير منه خيرا وينسى او يتناسى في هذه اللحظة جميع ما قدم له كما انه ينسى ان ينصح للخطأ الذي حصل في الوقت الحاضر ويركز على ما حصل في الماضي مما قد يؤدي الى مشاكل كثيرة من جراء ذلك، كذلك لابد ان يكون الحوار في حدود الموضوع المطروح وألا يخرج الى موضوع آخر لا علاقة له بالأول. كذلك على كل منهما ان يناقش الأشياء التي يتفقان عليها أما الأشياء التي تكون موضع خلاف بينهما فبالإمكان تأجيلها او الابتعاد عنها نهائيا. عدم المقاطعة أثناء الحديث والإنصات الكامل لما يقال يشعر الطرف الآخر بأهمية ما يقوله بالاضافة لذلك لابد ان يكون هناك هدف من الحوار وهو الفهم العميق للطرف الآخر وآرائه وليس المعاتبة والاستجواب. تجنب النقد الجارح أثناء الحوار فالموجه اليه النقد لا يستطيع الاستمرار في الكلام وهي تكون أسرع طريقة لتدمير الحوار بين الزوجين.