أقرت شركة سيكايغايد السويسرية للرقابة على الرحلات الجوية امس الاربعاء بأن جهاز الانذار الآلي لديها كان يخضع لصيانة ولم يكن بذلك قادرا على التحذير من حادث الاصطدام بين الطائرتين الروسية والالمانية امس الأول الثلاثاء.وقال المتحدث باسم الشركة روجيه غابيريل لصحفيين: في الحقيقة، لم يكن الجهاز في طور العمل اذ نجري الكثير من التغييرات وهذا ما نقوم به مرارا وليلا عندما تكون حركة الطيران خفيفة. وأضاف: في هذه الحال، لا يكون بمقدور جهاز الانذار على المدى القصير على الارض التحذير من خطر. وقتل 71 شخصا غالبيتهم من الاطفال في اصطدام بين طائرة توبوليف روسية وبوينغ انطلقت من البحرين فوق بحيرة كونستانس جنوبالمانيا وهي منطقة تحت الرقابة الجوية السويسرية. وأكد وزير الداخلية الاقليمي في ولاية بادي فورتمبيرغ بسويسرا توماس شويبل أنه تم العثور على الصناديق السوداء الاربعة لطائرتي توبوليف الروسية والبوينغ المستأجرة. واضاف ان المعلومات الصحافية التي اشارت الى العثور على الصناديق السوداء الاربعة صحيحة. وقال متحدث باسم الشرطة أنه عثر على جهاز رابع للتسجيل صباح امس الاربعاء. وكان اشير الى ان هذا الجهاز بمثابة المسجل الصوتي في طائرة البوينغ 757 التي استأجرتها (دي اتش ال) المتخصصة بالنقل السريع للملفات والطرود. وقد عثر على المعطيات حول هذه الرحلة. وفيما يتعلق بطائرة توبوليف 154 التابعة للشركة الروسية باشكيريان ايرلاينز، فانه عثر على مسجل معطيات الرحلة بعيد الحادث وعلى المسجل الصوتي لهذه الطائرة صباح الثلاثاء. وذكرت شركة (دي اتش ال) في بيانها أن طائرتها لم تكن تنقل أي بضائع او مواد خطيرة. وقالت الشركة المتخصصة بالبريد السريع: نستطيع التأكيد انه لم تكن هناك اي بضائع او مواد خطيرة في الشحنة التي كانت تنقلها الطائرة. واوضح البيان ان الفحوصات التي اجريت قبل ارسال البضاعة التي شحنت لم تكشف وجود اي مادة من هذا النوع. وتركز التحقيق في حادث التصادم الذي يعد واحدا من أسوأ الحوادث في تاريخ الطيران الاوروبي على اعتراف المراقبين الجويين السويسريين بارتكاب أخطاء. وفي نفس الوقت استمرت على طول ساحل بحيرة كونستانس عملية البحث الكئيبة عن جثث الضحايا ال71 من ركاب الطائرة التوبوليف - 154 والطائرة البوينج 757. وصرح مسئولون سويسريون بأنه في الوقت الذي كانت فيه الطائرتان تنطلقان بسرعة باتجاه بعضهما البعض، كان نظام التحذير من التصادم المزود بكمبيوتر في مركز المراقبة الجوية السويسرية غير موجود حيث تم حله للصيانة، كما أن أحد المراقبين في دورية الليل لم يكن متواجدا أيضا حيث ذهب لتناول القهوة وهو ما يشكل انتهاكا لاجراءات العمل والتشغيل المعتادة. وذكر أحد هؤلاء المسئولين وهو باتريك هير المتحدث بلسان مركز سكاي جايد السويسري للمراقبة الجوية ان كل ما يمكن أن يكون خطأ قد وقع في تلك الليلة. وأكد مسئول آخر أنه تم مسبقا إبلاغ اثنين من المراقبين الجويين كانا متواجدين في مركز سكاي جايد بمدينة زيورخ بأن نظام التحذير من التصادم يخضع للصيانة الدورية المقررة وسيكون معطلا لعدة ساعات. ومن جانبه ذكر رئيس مركز سكاي جايد، توني ماج، أنه في غياب نظام التحذير فإن الاجراء المعتاد يتطلب من المراقبين الجويين أن يكونا متواجدين في مواقعهما بصورة مستمرة. ومع ذلك فإن أحد الرجلين، كما قال ماج، تخلى عن موقعه في فترة راحة ولم يكن بالامكان الوصول إليه عندما تحقق زميله أن التصادم أصبح وشيكا. وأكد ماج أيضا أن تعليمات المراقبة الجوية باتخاذ إجراء للافلات من التصادم لم تأت سوى قبل 50 ثانية فقط من وقوع الحادث وليس قبل أكثر من دقيقة كما أعلن سابقا. واعترف ماج بأن هذه الهفوات ربما تكون قد أسهمت في وقوع هذه المأساة، غير أنه نبه إلى أنه من السابق لاوانه تحديد السبب الدقيق والحقيقي. وتقوم ألمانيا بالتحقيق في هذا الحادث لانه وقع في أجوائها. وصرحت كاترين بيلليني من وزارة النقل السويسرية بأنه تم تكليف أربعة محققين سويسريين بالتوجه إلى ألمانيا للانضمام إلى التحقيق. وكان 15 خبيرا في الطيران المدني من روسيا قد وصلوا لفحص الحطام في إطار التحقيقات الجارية في سبب الكارثة. وقد واصل عمال الانقاذ البحث عن الضحايا وقالت الشرطة أن تم انتشال 37 جثة حتى يومس أمس. وأشارت إلى أن العمال بدأوا في تمشيط المناطق الريفية بحثا عن المزيد من الضحايا، وتأهبوا للاحتمال المفزع، ألا وهو العثور على أشلاء الجثث فقط. وكان المسئولون قد أكدوا عدم وجود ناجين. كما أقامت الشرطة حواجز لابعاد المتفرجين عن المواقع التي عثر بها على أجزاء من الحطام وعلى جثث. وقد بدأ أقارب الضحايا الروس، الذين كان غالبيتهم من الاطفال، بالوصول للمساعدة في التعرف على الجثث. وقد نقلت الجثث إلى مستشفى قريب بمدينة فريدريكسهافن المجاورة حيث يقوم خبراء الطب الشرعي بالمساعدة في أعمال التعرف على هوية أصحابها. وأبلغ الخبراء التليفزيون الالماني بأنه في العديد من الحالات قد يكون إجراء تحليل الحمض النووي (دي.إن.إيه) هو السبيل الوحيد الذي يساعد على تحديد هوية الضحايا. وبدأ كذلك ثلاثون عميلا في مكتب الشرطة الفدرالية الالمانية من المتخصصين في تحديد هوية ضحايا حوادث تحطم الطائرات في المساعدة في الاعمال الجارية لمعرفة شخصيات الضحايا. وطلب هؤلاء المتخصصون من وكالة الشرطة الدولية (الانتربول) تزويدهم بوثائق، كما أقاموا اتصالات مع موسكو للحصول على معلومات بشأن ملابس ومجوهرات الزينة التي كان يرتديها المسافرون أو أي صفات مميزة ينفرد بها أي منهم للمساعدة في مهمة تحديد هوياتهم. وقال مكتب الشرطة الفدرالية الالماني أن هناك اثنين من أطباء الاسنان وكذلك خبراء محليون في الطب الشرعي يعاونون عملاء المكتب في مهمتهم. وفي مدينة أوفا عاصمة باشكورتوستان في روسيا التي ينتمي إليها معظم ضحايا الحادث، بدأت شركات التأمين في دفع أول مبالغ التعويض إلى أسر الضحايا. وقالت شركة أفيكوس للتأمين في موسكو أنها دفعت مبالغ مقدمة قدرها 100.000 روبل (2003 دولارات) للاسر لتغطية الاحتياجات الفورية.