أفتتح مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي حفل تدشين يوم التخطيط السعودي الأول الذي تبنت فكرته المدربة السعودية البالغة من العمر 24 عاماً مرام كردي ليتحقق حلماً كان بنظر البعض مستحيل بعد أربعة أعوام من الجد والاجتهاد في ظل اعتبارها المبادرة الأولى من نوعها التي جاءت بعد دراسة ميدانية عميقة استمرت أربع سنوات كاملة حيث أوضحت كردي خلال الحفل أن مشروعها يهدف إلى غرس ثقافة التخطيط لدى مختلف شرائح المجتمع وتحفيز أفراده ومؤسساته نحو هذا الاتجاه لأن النجاح بنظرها لا يأتي مصادفة أبداً، مُشيرة إلى أن المستقبل يحتاج الكثير كون العالم من حولنا يتغير ويتشكل ولا يبقى على حال، مبينة أن مفهوم التخطيط يجب أن يتبلور من جديد حتى يتقبله الجميع بشكل إيجابي، مشددة على أنها وجدت شُحا في إيصال أبجديات التخطيط لأفراد مُجتمع تسكنه ويسكنها رغم أنها تعمل منذ سنوات كمدربة تنمية مهارات ذاتية وحاصلة على لقب أصغر مدربة هيمنة دماغية، إلا أن ذلك ساهم بخلق الرغبة بالتميز وحب الابتكار لديها فحاولت أن تقدم مفهوماً جديداً للتخطيط وفق ما يتماشى مع جيل القرن 21 كون ذلك سيميز أكثر من نصف شباب المجتمع رجالاً ونساءاً وسيتقلد إن حرص على تعلمه أعلى المراتب في العالم على حد قولها، لأنه سيكون حينها الناجح في التخطيط والمتميز ضمن مفاهيم ارتكزت على تربية إسلامية سليمة بإذن الله. هذا وتوصلت دراسة ميدانية أجرتها كردي شملت 12 ألف شخص نساء ورجال إلى أن الجيل الحالي يفتقر لأهم أسس التخطيط بنسبة تزيد نحو 96 في المئة من المجتمع الشبابي لا يخططون لشيء، وأن أكثر من 86 في المئة من المعلمين يجهلون ثقافة التخطيط، بعد أن جمع فريقها التطوعي «مرام تيم» 12 ألف استبيان أتمت دراسات ميدانية دقيقة شملت طلاباً وموظفين وأكاديميين وغيرهم. وأوضحت أن الدراسة المسحية خلصت إلى أن عدد الذين يجهلون أبجديات وأساسيات ثقافة التخطيط من الموظفين بشكل عام يصل إلى %92.92، ويقابله 87.95 % من الموظفات، لافتة إلى أن 94.98 % من المقبلين على الزواج يجهلون تماماً ماهية التخطيط، وأن 99% من ربات المنازل يعانين من المعضلة ذاتها، وأن ما نسبته 89.23% من المتقاعدين لا يخططون أو يعلمون عن هذه الثقافة أي شيء. وقالت: «استناداً لكمية التخبط في هذه الثقافة، أطلقتُ مبادرة (يوم التخطيط السعودي العالمي) بعد دراسة ميدانية مستفيضة استمرت أربع سنوات، شكلت أيامها حلماً يسكنني بتقديم عمل مختلف يكون عوناً للمساعدة في استثمار الإنسان، ويقدم للعالم العربي بداية والعالم الأجنبي ثانياً، لتحقيق الأمل بالعمل المنظم الذي يشكل صورة مشرفة لفكر الشباب السعودي»، مضيفة أن المشروع يهدف إلى غرس ثقافة التخطيط في مختلف شرائح المجتمع وتحفيز أفراده ومؤسساته نحو هذا الاتجاه، وأن مفهوم التخطيط يجب أن يتبلور من جديد حتى يتقبله الجميع. وبدوره أوضح مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي بأنه لم يكن ليتصور أو يتوقع أن تكن فعاليات الحفل بهذا التميز والصورة التي أظهرت جيل يخطط حيث استطاعت القدرات الشابة إثبات حضورها من خلال تدشين هذا اليوم والمعرض المصاحب “التخطيط بين الفن والحلم والعمل” الفوتوغرافي، حيث قال الشيخي: “إن تلك الأعمال الفنية جميلة ورائعة جعلتني اشاهد فن راقي دل على وعي الشباب بماهية التخطيط وهي اعمال ترقى إلى الجوائز العالمية، مبيناً أنه يرى أن ال 25 صورة المشاركة كلها فائزة بنظره لأنها تستحق الفوز لتميزها، مشيداً بمرام الإنسانة التي استطاعت أن تتحدث بلباقة وثقافة على حد قوله، معتبراً أن ذلك فخر بها وبفكرة إيجاد يوماً للتخطيط موضحاً أن الشباب يمثل من 65% إلى 70% من المجتمع السعودي ويحتاج إلى دعم رغم أنه أستطاع أن يوصل فكرته لكل مهتم، مبدياً في الختام فخره. هذا وشارك في الحفل كشخصيات أبدعت في التخطيط كلاً من رئيس قسم النساء و الولادة في المركز الطبي الدولي بجدة الدكتور فواز أديب ادريس، والداعية الإسلامي والمشرف على حملة أتبعني التي تعني بحياة الرسول عليه الصلاة والسلام محمد عبدالرحمن السقاف، والكاتب الجدلي بين أحرفه والذي شبه برجل المطبوعات العفوية والدارس علم القيادة ثامر شاكر. ومن جهة أخرى أوضح الدكتور ادريس أن التخطيط للقضاء على سرطان الرحم لدى كلا الجنسين يحتاج لتخطيط قوي وإرادة درءاً لتفاقم المشكلة متحدثاً خلال إلقاء كلمته عن أهمية مكافحات جميع أنواع السرطانات التي تقتحم جسد الإنسان دون أن تخطط مطالباً كل امرأة بالغة أن تخطط للحفاظ على صحتها التي أهملت لأسباب عدة تختلف باختلاف ظروف المرأة. الشيخ السقاف أبدى سعادته وفخره بوجود يوم سعودي يعنى بالتخطيط معتبراً أن التعليم مقصر إلى حد كبير في تعريف طالبي العلم بحياة الرسول وأخلاقه، متمنياً أن يحذو الجميع حذو الرسول بلا تشدد أو تعصب نظراً لأن حياته تعتبر الأكثر تنظيماً وتخطيطاً ووجب علينا أن نتعلم منها. أما الكاتب ثامر شاكر فقد أكد على أن عملية التخطيط لا تنبع إلا بعد أن يقرر الشخص إلى أين ستكون وجهته وما هي طموحاته، معتبراً أن علم القيادة الذي درسه ما هو إلا كيفية التأثير من الذات على الذات، مبدياً فخره وسعادته بروح الشباب التي قامت وعملت ونظمت فعاليات هذا اليوم، الجدير بالذكر أن المدربة مرام كردي أعلنت أنها اختارت العاهل السعودي ليكون نجم التخطيط ليوم التخطيط السعودي الأول معتبرة إياه المحفز لها وأن فكره وإنسانيته دفعتها إلى التعمق في سيرته الإنسانية قبل الملكية لتعرف أنه رجل لن يتكرر والداعم لكل امرأة. وقد أرجعت فضل الانتهاء من العمل على هذا المشروع المتجدد على إيجاد يوم للتخطيط بفكر شبابي بعد الله لفريق مرام تيم الذي ساهم بشكل فعلي فيه مُتمنية أن تنجح فيما تصبو إليه، مشيرة إلى أن ثقة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بها وبفكرها فتح لها نظرة أبعد وتوسعا أعمق وقالت: اطلع على الفكرة ووعد بدعمها من خلال برامج تفاعلية لنشر ثقافة التخطيط على وسائل الإعلام وأكملت لن أنسى كلماته أبدا حين شجعني كثيرا وأبدى إعجابه الكبير بفكرة يوم التخطيط وخروجها من قلب الوطن نحو العالم.يذكر أن يوم التخطيط السعودي الاول اقيم في قاعة الشيخ اسماعيل ابو داوود بدعم من الغرفة التجارية وهي فكرة موجهة لجميع فئات المجتمع وشرائحه بما في ذلك الأفراد والمؤسسات والشركات وتقدم مفاهيم الطريق نحو المستقبل من خلال خطط واضحة يستطيع الجميع من خلالها تحقيق الأهداف التي يريدون الوصول إليها. وقد حظيت بحضور اعلامي صحفي وتلفزيوني وإذاعي من خلال تغطية روتانا خليجية والتلفزيون السعودي وإذاعة مكس اف ام ومجموعة كبيرة من الصحف الورقية والالكترونية.