شهدت الحدود الجزائرية الليبية في الأسابيع الماضية تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع كانت تطير على ارتفاعات منخفضة. ويعتقد بأن هذه الطائرات كلفت من قيادة حلف الأطلسي (ناتو) بمسح الصحراء الليبية في مواقع عدة في غرب ووسط ليبيا بحثا عما بات يسمى «كنوز معمر القذافي». وقد قامت طائرات استطلاع غربية مجهزة بأجهزة كشف المعادن وأجهزة تحديد المواقع الفضائية «جي. بي. أس» مسحت مناطق واسعة في الصحراء الليبية خاصة «الحمادة الحمراء» القريبة من الحدود مع تونس والجزائر في غرب ليبيا، ومنطقة «تينوهان» في الغرب وصحراء «فزان»، مباشرة بعد اكتشاف كمية من السبائك الذهبية المدفونة في الصحراء قرب بلدة هون وسط ليبيا. وتشير بعض التحقيقات إلى أن القذافي أوكل مهمة إخفاء الأموال التي كانت بحوزته للرائد «مويجي» واحتفظ بكمية قليلة من المال كان يحملها معه. ويعتقد بأن عملية إخفاء الأموال تمت في منتصف شهر سبتمبر الماضي في مخبأ تحت الأرض في الصحراء الغربية الليبية. ونقلا عن مصدر على صلة بالشأن الأمني بمنطقة الساحل أن سلطات النيجر أوقفت ليبيين اثنين بعد تسللهما، وحققت في قضية التعاون مع شركة أمنية أميركية تعمل على البحث عن أموال القذافي وكنوزه التي تشتبه مصالح الأمن بأنها مدفونة في الصحراء الغربية في ليبيا، بعد أن ضبطت لديهما أسلحة فردية وأجهزة اتصال متطورة. فيما ذكر تقرير إخباري آخر أن شركات أمن أميركية وغربية بدأت حملة بحث محمومة عن أطنان من السبائك الذهبية ومجوهرات نادرة ومئات الملايين باليورو والدولار، يعتقد بأن مقربين من العقيد معمر القذافي المقتول دفنوها في الصحراء بعد سقوط طرابلس في يد قوات المجلس الانتقالي. وكانت شركة الأمن الأميركية كلفت بمهمة استدراج أحد قادة مخابرات العقيد معمر القذافي الذي يعتقد بأنه تمكن من الفرار إلى النيجر قبل عدة أسابيع، بعد أن كان أحد أكثر المقربين من القذافي، يرجح أن يكون الرائد «مويجي» ويعتقد أن اسمه الكامل هو سعيد قمان وهو ضابط من المخابرات الليبية، وكان من أكثر المقربين من القذافي في الأسابيع الأخيرة من حياته ثم فر نحو الجنوب باتجاه النيجر. وأضاف المصدر أن «مويجي» بات من أهم المطلوبين لأجهزة الأمن والمخابرات في دول غربية مهتمة بملاحقة الأموال التي سحبها القذافي قبل مغادرة طرابلس. ولفت الى أن ما لا يقل عن 4 أطنان من الذهب، وما بين 200 و500 مليون دولار من الأموال السائلة التي كان يتحكم بها العقيد القذافي وأغلبها سحب من بنوك ليبية مازال مصيره مجهولا.