تقول الكاتبة حليمة مظفر في مقالها بصحيفة الوطن “مسكين الرجل لدينا، فكأنه وُلد كي يكون محرما طوال حياته وسط قبيلة من الإناث، ولكن “يروح فين ويخلي مين؟!”. فالرجل المحرم بجانب أحلامه وطموحاته ومتطلبات المعيشة وهموم عمله ومستقبله؛ عليه أن يُقسم نفسه إلى عشرة رجال وأكثر، لأن عليه تحمل تبعات تحقيق متطلبات معيشة وأحلام وطموحات كل أنثى أوجدها الله في عائلته، هكذا تتحول الأنثى في حياته من “نعمة” إلى “نقمة”، لأنه بات لها محرما، ل”زوجته وبناته” وأيضا “والدته وأخواته” في حال كان أبوه مسنا مريضا أو متوفى، وهؤلاء كُثر، وقد يزداد العبء أضعافا مضاعفة لو كانت بعض أخواته أرامل أو مطلقات ولديهن بنات أو كان لديه أخ أو أقارب توفي عائلهم ويصبح بدم القربى عائلا ومحرما لبنات أقاربه. إنها مشكلة حقيقية للرجال ونتيجة الضغط العملي والنفسي والأسري؛ يتخلى الرجل عن هذه المسؤولية، ليجعل هؤلاء الإناث يواجهن مصيرهن من فصل وتعسف تعليمي وفشل وإحباط ثم فقر. لمطالعة المقال كاملاً: “مسكين” الرجل المحرم..! بتُ أشفق وأحزن كثيرا على الرجل السعودي، فكأنه وُلد ليكون محرما للإناث في حياته، فبجانب أحلامه وطموحاته ومتطلبات المعيشة وهموم عمله ومستقبله؛ عليه أن يُقسم نفسه إلى عشرة رجال وأكثر، لأن عليه تحمل تبعات تحقيق متطلبات معيشة وأحلام وطموحات كل أنثى أوجدها الله في عائلته، هكذا تتحول الأنثى في حياته من “نعمة” إلى “نقمة”، لأنه بات لها محرما، ل”زوجته وبناته” وأيضا “والدته وأخواته” في حال كان أبوه مسنا مريضا أو متوفى، وهؤلاء كُثر، وقد يزداد العبء أضعافا مضاعفة لو كانت بعض أخواته أرامل أو مطلقات ولديهن بنات أو كان لديه أخ أو أقارب توفي عائلهم ويصبح بدم القربى عائلا ومحرما لبنات أقاربه. وتخيلوا أيضا لو كان هذا الرجل هو الذكر الوحيد وسط قبيلة من الإناث في أسرته! وربما لا يغيب عليكم امتيازات بعض الذكور السعوديين الذين لا يكتفون بلقب “أبو البنات” ومعهم حق، فعليهم أن ينجبوا “محارم” لبناتهم، ولهذا يظل ينجب بنتا على بنت، ويتزوج زوجة على زوجة، حتى يأتي “بالذكر الحيلة” الذي لا يعرف أن والده “عمل العمايل” كي يتخلص من عبء أن يكون محرما، ويتعس هو وسط قبيلة من الإناث يتولى إعالتهن، وأنتم “أهل العارفين”! أرأيتم؟! أليس معي حق أن أشفق على حال الرجل/ المحرم.. أتخيل حالة من الحالات العديدة حولنا، فلو كان هذا الرجل أخا وحيدا لثلاث بنات مثلا وتوفي والدهم ولم تتزوج اثنتان نتيجة مشكلة العنوسة فيما الثالثة أرملة؛ وهذا الرجل/ المحرم أيضا متزوج ولديه بنات وأبناء “ذكور” صغار، بالله عليكم ماذا يفعل هذا الرجل/المحرم؟! هل يركز على عمله في المدينة التي يقطنها ويسعى إلى تأمين أحلامه ومستقبل أسرته؟! أم يفصل من عمله ويسافر مع أخته الأرملة الكبرى إلى قرية بعد تعيينها معلمة ويقيم معها كمحرم وإلا فصلتها وزارة التربية والتعليم فيتولى هو مصاريف أبنائها؟! أم يذهب مع زوجته التي تعمل معلمة في هجرة أخرى ويقيم معها، لأنهما يحتاجان إلى راتبها بجانب راتبه لغلاء المعيشة وبناء مستقبلها وإلا فُصلت هي الأخرى؟! أم يسافر مع أخته الثانية المبتعثة وإلا يتم إلغاء البعثة لها؟! أم عليه أن يقيم مع بناته وأخته الثالثة اللاتي ما يزلن يدرسن حتى يأتي غد ويتخرجن ويحتجن له كمحرم كي يحققن أحلامهن؟ أم يختصر الطريق.. وهو ما يفعله أكثر الرجال الآن نتيجة الضغط العملي والنفسي والأسري؛ ويتخلى عن هذه المسؤولية، ليجعل هؤلاء الإناث يواجهن مصيرهن من فصل وتعسف تعليمي وفشل وإحباط ثم فقر، ويقول لهن “دبرن أنفسكن، هو أنا فاضي لكم! أنا خلفتكم ونسيتكم! يعني أترك شغلي وأولادي وأشتغل لكن محرم؟!” أم يأتي الحل “الجهنمي” بما فيه من كوارث أسرية وأخلاقية وهو زيجات المسيار والمسفار وغيره من”التيك أوي”! فيستغل المرأة ماديا ونفسيا بعض العاطلين أو الفاشلين الباحثين عن متعة وراتب! فقط لأنها تحتاج إلى محرم كي تستطيع العيش وتحقق طموحاتها العلمية والعملية والإنسانية؟! ألم أقل لكم.. مسكين الرجل لدينا، فكأنه وُلد كي يكون محرما طوال حياته وسط قبيلة من الإناث، ولكن “يروح فين ويخلي مين؟!”.