أقذر وأحقر صفة يتحلى بها أي إنسان: أن يكون "مُستغل" بغض النظر عن القرابة عائلية، صداقة، زمالة أيًا كانت والأبشع منها حين تعلم بأنك تتعرض للاستغلال عاطفيًا أو ماديًا أو عمليًا وتصمت وتدع المجرم يتلذذ بفعله! الرضوخ لأي شكل من أشكال الاستغلال يصنع منك شخصية ذليلة مقهورة مسلوبة الإرادة والحرية تعتاد مرة تلو الأخرى على أن تصبح عجينة صلصال لينة يشكلها هذا وذاك بحسب الحاجة لها ثم يتخلص منها كرامتك لاتقدر بثمن، ولا شيء أهم وأغلى من أن تعيش مرفوع الرأس عزيز النفس كُن شامخًا فقط وتخلص من كل ما يسلبك هدوء بالك وراحتك لست عبدًا لأحد قُم بقدر ما تستطيع واستريح حين تستوجب الراحة لأن ببساطة لا أحد يستحق ولا احد سيسعر بمعاناتك وألمك وأنينك لذا لا تكُن فريسة لأحد وإن لم تستطيع ردع نفسك عن الخنوع والذُل تدبر دينك وأكرم نفسك. يقول عنترة ابن شداد: حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ خَوفًا عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِه وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلًا تَعلو بِهِ أَو مُت كَريمًا تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ