أيها الطفل الذي تصديت بجسمك وعقلك لآلة القتل والفتك، للقنابل الحارقة، لكل سلاح لم يخطر على بال أحد، فإن مت بجسدك فأنت لم تمت بروحك، بل أنت حي على مدار الزمن، حي في الضمير العربي والإنساني، أنت الشمعة التي لن تنطفئ وستظل تنير ظلام وظلمات الإنسانية المعاصرة، التي وقفت تتفرج وتتلذذ وأنت تحترق أو تموت أو تشوه، وكأنها كانت تتمنى لك هذا، أو هي على موعد بذلك، وها قد تحقق على يد شذّاذ الآفاق والغدّارين القتلة من بني صهيون، وبمعاونة ومباركة ضمير العالم المتحضر، وبخنوع وذل بعض بني جلدتنا، الذين لم يكتفوا بذلك، بل وصل بهم الأمر إلى حد الشماتة والابتهاج...! أي عالم هذا الذي يدعي التحضر والإنسانية؟!... أي عالم هذا الذي ينادي بحقوق الإنسان؟!... أي عالم يرى تلك المناظر التي تقشعر لها الأبدان، وتشيب من هولها الولدان، وتدمي القلوب ولا يتحرك له ساكن... إنه عالم الطغيان، عالم الظلم الذي لم يعرف التاريخ مثله! في إحدى العواصم الأوروبية علقت قطة في إحدى الأشجار فجيشت لها أحدث آلات الإنقاذ، واستنفروا كل منظمات الرفق بالحيوان ومنظمات الأممالمتحدة لإنزال هذه القطة المسكينة من دون أن تُمس بسوء! أيها العرب والمسلمون هانت علينا أنفسنا ... لقد غُيبنا عن الحياة، فنحن نحيا ولكن من دون وعي، فنحن خارج الزمان والمكان... صبراً أطفال فلسطين، فأنتم الشموع التي ستضيء الزمان والمكان من جديد. خالد الحاجي - الرياض