ذكر فضيلة الشيخ عبد العزيز الفوزان أن حديثه هو من باب النصيحة وكشف الشبهات وبيان الحق للناس، وبيان ما وقع فيه القائمون على المسلسل من مخالفة لثوابت الدين وإجماع العلماء.جاء ذلك في تعليقه على ما ورد في إحدى حلقات المسلسل السعودي “طاش ما طاش”، وعرض فيها أنه لا يجري الربا في التعامل بالعملات النقدية المعاصرة. وقد أشار الشيخ إلى القرار الصائب لخادم الحرمين الشريفين بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء وما في حكمها، وكان في ذلك منع لبعض طلاب العلم من الفتوى في المسائل الكبار، فكيف يجرؤ هؤلاء العوام من الممثلين على التشكيك في ثوابت الدين. وشدد الشيخ على مسألة احترام التخصص، فقد يحمل الشخص شهادة الدكتوراه في الطب ويكون عاميا في المسائل الشرعية، وكما لا يصح لغير المتخصص في الطب –مثلا- أن يفتي في الطب، فكذلك لا يحل أن تكون الشريعة كلأً مباحا لكل دعي ودخيل. وأكد الشيخ على وجوب الأخذ على أيدي هؤلاء ومنعهم من الخوض في هذه المسائل الكبار التي لا يجوز أن يطرحها إلا العلماء الذين هم أهل الذكر في المسائل الشرعية.وأوضح الشيخ أن القائل بجواز جريان الربا في الأوراق النقدية مثل الريال والدولار هو مخالف لإجماع الأمة قديما وحديثا، وقد أجمعت الأمة على أن كل قرض جر نفعا فهو ربا. وتحدث الشيخ أنهم في المسلسل يدسون السم في الدسم فقد تمر حلقة وحلقتان وهم ينقدون أمورا –حقا- تستحق أن تنقد، ويشكرون على ذلك، على ما في المسلسل من ملاحظات، لكن تأتي بعد ذلك حلقة تعرض لأمور تخالف إجماع العلماء وتطعن في الشريعة، وكأن الهدف منها هو تشويه الدين والمؤسسة الدينية، فلا يمكن السكوت عن ذلك.ونبه الشيخ الذين تأثروا بهذا المسلسل ووقع عندهم بلبلة ولبس لدرجة أن سأله بعضهم: هل ما جاء في هذه الحلقة صحيح؟ ونبههم الشيخ إلى قاعدة هامة وهي أنه لا يؤخذ العلم إلا من أهله، مصداقا لقول ابن المبارك حفظه الله: “إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم”. النوافذ الإسلامية في البنوك الربوية ،وذكر الشيخ أنه حذر وما زال يحذر مما تقوم به النوافذ الإسلامية في البنوك الربوية من التلاعب والممارسات الخاطئة هي تحايل على الربا، وقال أن ذلك أشد من أكل الربا صراحة، كما قال بعض السلف: “يتحايلون على الله كما يتحايلون على الصبيان ولو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون”. وكشف الشيخ عن المحاولات القديمة الحديثة من العلمانيين في بلاد المسلمين من محاولة إقناعنا أنه لا اقتصاد بلا ربا وأن الربا قضية حتمية في الاقتصاد، ثم يشاء الله أن يكون الرد على هؤلاء من الدول الغربية نفسها التي تضررت ضررا شديدا من الأزمة المالية العالمية وذكروا أن السبب الرئيس لهذه الأزمة هي القروض الربوية، وصارت المصرفية الإسلامية تنافس الآن ليس في بلاد المسلمين بل في العالم أجمع، بل أصدر الاتحاد الأوروبي منذ أسبوع قرارا بمنع البيع على المكشوف، وهو مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تبع ما ليس عندك”. وأكد الشيخ أن المستقبل للمصرفية الإسلامية والاقتصاد الإسلامي الذي يهدف إلى المشاركة والإنتاج وتشغيل الأيدي العاملة، خلافا للاقتصاد الربوي الذي يركز الأموال في يد فئة محدودة ويعتمد على الإقراض بفائدة. واستشهد الشيخ بما قاله “بوفيس فانسون” رئيس تحرير مجلة “تشالينجز” في موضوع بعنوان: (البابا أو القرآن) قائلاً: أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلاً من غيره لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا؛ لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود”. كذلك ما قاله “رولان لاسكين” رئيس تحرير صحيفة “لوجورنال دي فينانس” بوضوح أكثر بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي؛ لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم جراء التلاعب بقواعد التعامل، والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة. وعرض “لاسكين” في مقاله بافتتاحية الصحيفة التي يرأس تحريرها، الذي جاء بعنوان: (هل تأهلت “وول ستريت” لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟) المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الإسراع بالبحث عن خيارات بديلة لإنقاذ الوضع، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة، في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية. ونعى الشيخ على هؤلاء الذين يريدون نشر الربا في بلادنا مع أن العواصم الأوروبية كلندن تسعى لأن تكون عاصمة للمصرفية الإسلامية، وكذلك فرنسا انتعشت فيها المعاملات الإسلامية.