دعت الفاتيكان، أكبر سلطة دينية للكاثوليكية في العالم، في وقت تسيطر فيه الأزمة المالية العالمية على عناوين صحف العالم، إلى تطبيق مصارفها بعض مبادئ المالية الإسلامية. وطالبت صحيفة "أوسيرفاتور رومانو" الصحيفة الرسمية للفاتيكان التي تعمل كمؤشر إعلامي للحبر الأعظم البابا بندكت السادس عشر، بسلك منهج يحاكي فيه الاقتصاد العالمي بعض مبادئ الاقتصاد الإسلامي. وقالت الصحيفة في مقال أثار ردود أفعال قوية بين أباطرة أسواق المال العالمي: "النظام المالي الإسلامي يعتمد على تراكم هائل من التعليمات الأخلاقية، ما يعني أن تطبيقها عالميا سوف يؤدي إلى تقريب البنوك إلى ما يريده عملاؤها، إلى جانب ذلك، ستجعل تلك الأخلاق المالية من البنوك وجودا اقتصاديا ذا روح حقيقية، وليس مجرد وحش مالي". ونقلت الصحيفة استراتيجية الدخل الثابت لدى بنك أباكس بانك سبا الإيطالي، منها أن البنوك الغربية بإمكانها استعمال أدوات التمويل الإسلامي كالصكوك كضامنة للقرض. أما صحيفة "لوجورنال دفينانس"، فقد كتب رئيس تحريرها رولان لاسكين تحت عنوان "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الاسلامية؟"، قائلا: إن المخاطر التي تحدق بالرأسمالية تدعو إلى ضرورة الإسراع للبحث عن خيارات بديلة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية على الرغم من تعارضها مع التقاليد الغربية. أما في افتتاحية مجلة "تشالينجز"، فقد كتب "بوفيس فانسون": "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا, لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات, وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".