في زمن التحديات الفكرية والاقتصادية والثقافية والصحية والأمنية تلاحظ طغيان الأطراف المتشددة بعضها على بعض لأنها تجاوزت الحد وخرجت عن القصد بعيدا عن رحاب الوسطية والتوازن والاعتدال الذي أمر به الله تعالى في قرآنه الكريم ودعا اليه رسولنا الرحيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبقه في سنته وحياته العملية المباركة ورسخ قواعده في حياة أزواجه وآله وأصحابه الكرام وفهمه علماء أمته من السلف والخلف فهما يليق بحضارة الاسلام فحرسوة وحافظوا على مساره الأمين في كل تفاصيل الحياة. والمخالفون لهم وقعوا في فخ التحديات أي كان اسمها ولونها وانتماؤها من غلو وتعصب وتطرف وغفلة فكانت الفتن الكبيرة والمحن الماحقة والبلايا المخيفة التي غيرت طعم الأمن بالإرهاب الدموي والفكري البغيض وأحالت رياض الحضارة إلى همجية نكراء. ومثال ذلك الطغيان واضح حتى في الحياة الطبيعية فكما تتحرك الصفائح الصخرية وتطغى بعضها على بعض فتكون الزلازل العنيفة المدمرة وتطغى البحار العالية على بعضها البعض في الأعاصير المدمرة فتتغير صور الاستقرار إلى كوارث مخيفة فتتغير صور الاستقرار والطمأنينة إلى حالة الذعر والخوف والقلق . وهنا تأتي الفرصة الذهبية لأصحاب القلوب المنورة والأفكار السليمة والعقول الحكيمة والنفوس المطمئنة فتفعل مسار الوسطية والاعتدال المتوازن بالإيمان والعلم والإحسان ليأخذ طريقة في المجتمع نافعًا ومزكيا ومنورا. وعند المحن الكبرى والأزمات الخطيرة وطغيان الأفكار المتناقضة تنظر المجتمعات إلى أصحاب الاعتدال وتناديهم من صميم قلوبها : أيها الأكارم هذا يومكم وكلنا أمل بوجودكم وحسن ظن بأقوالكم وأقلامكم وأفعالكم المنيرة المباركة. وهم كثر أي أصحاب التوازن والوسطية والاعتدال علماء أكارم وقادة أماجد ومفكرون أفاضل وإعلاميون صادقون ودعاة صالحون أطباء وتجار ومهندسون ومربون مكرمون وأساتذة جهابذة ووجهاء صالحون ومن كلا الجنسين ذكورًا صالحين ونساء فاضلات نعم هذا يومهم لتعمروا الأرض بفكر الصالحين وطريقة العلماء العارفين وتوجهات المربين النافعين. هذا يومكم أيها النجوم الزاخرة والكواكب المنيرة لتكونوا علامات تهتدي بها الأجيال وتسير خلف ركابها الأمم الحضارية المدنية لتجددوا حضارة الإسلام الحنيف حضارة الإيمان والعلم والإحسان والإتقان . *كلية الحقوق – جامعة العلوم التطبيقية في مملكة البحرين