قد يعجز القلم عن تسطير حالة رجل وحيد يعيش في إحدى القرى النائية، ورحلته الطويلة في هذه الحياة، لكن (الوئام) عاشت تلك اللحظات الصعبة وهي تفتح صفحات مليئة بالحزن والآلام والمعاناة التي عاشها ذلك الرجل الذي لم يعرف طريق للفرح والتفاؤل في حياته، وهو يناشد خادم الحرمين الشريفين أن يمد له يد العون. بدأت على ملامح عبيد عبدالله - البالغ من العمر ( 60 ) عاما – البؤس والشقاء وفقدان الأمل، في إحدى القرى النائية بمركز الجائزة التابعة لمحافظة الليث، والذي يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، حيث بدأ شقيقه الأصغر حمد بن عبدالله يسرد لنا قصته بعد رفضه الحديث معنا حيث ذكر في بداية الأمر أن شقيقة يعيش في عزلة عن الآخرين منذ شبابه ولم يختلط بأحد طوال حياته ولا يفارق منزله الحجري الذي يملكه و حتى في بداية حياته رفض الحصول على إثبات الهوية مما جعلته مجهولاً في بلده حالياً. وأكمل “أنا أقوم منذ خمس سنوات بمراجعة للأحوال المدنية بمحافظة الليث لاستخراج هوية وطنية حيث تم تحويلها إلى وكالة الأحوال بالرياض برقم 1393 بتاريخ 25/7/ 1429 ولكن شيئا لم يتحقق حتى مللت من كثرة المواعيد التي لم أجني منها سوى التعب والإرهاق دون فائدة وبسبب عدم حصوله للهوية حرم من كل شي يستفيد منه لاضمان اجتماعي يشمله حتى يعيش حياة تقيه من السؤال ولا مستشفيات تقبله للعلاج سوى مراكز الطوارئ وأنه يعيش حالة نفسية صعبة وخاصة في الأيام الأخير بدأ عليه الصمت وعدم الكلام مع أي إنسان.” وقد تجولت (الوئام) بعد ذلك في تلك القرية والتي لم يكن حالة حمد الشقيق الأصغر بأحسن حال من أخية حيث يعيش حياة قد تكون أصعب بسبب العيش في منزله المتهالك وأسرته الكبيرة التي تعيش على راتب الضمان الاجتماعي الزهيد الذي لا يكفي لمقتضيات ولوازم الحياة في وقتنا الحالي. وفي تعليق حول حالة عبيد بن عبدالله وشقيقه ذكر لنا مدير الجمعية الخيرية بالجائزة أنهم يقومون من فترة لفترة بدعم تلك الأسرة ومتابعة حالتها حيث نطالب برفع الهم والغم ونأمل من أهل الخير في هذه البلاد وعبر (الوئام) الالتفات لحالتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وخروجهم من تلك الحالة ليعيشوا حياة سعيدة .