أكّد وزير الخدمة المدنية سليمان بن عبد الله الحمدان، على استقاء ثقة المسؤول السعودي من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – استناداً إلى رؤيته الحكيمة التي تؤكد على أن المملكة تمضي قدماً في طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر، وهذا يحقق بحول الله ما يصبو إليه الجميع من توفير سبل الحياة الكريمة. وأوضح الحمدان أن استلهام الحافز الكبير والدافع القوي لعملية التغيير يأتي من توجيهات سمو ولي العهد – يحفظه الله – الذي قال في إطلاق رؤية السعودية 2030: “إن المستقبل يحمل الكثير من المتغيِّرات . ويرى الحمدان من هذا المنطلق، أن إعادة هندسة وهيكلة الوضع القائم، وتبسيط الإجراءات المطولة، وأتمتة الإجراءات، من خلال برامجَ ونظم آلية فاعلةٍ في منظومة التحول الرقمي جميعها تسعى إلى رفع كفاءة أداء الجهات الحكومية وذلك من خلال توفير العديد من المُمكِّنات لتنهض المنظومةُ الحكومية كاملةً من الوضع الذي كانت عليه، إلى الوضع الأفضل والذي يتناسب ويتوافق مع مرحلة التحول الكبير الذي تشهده المملكة على كافة الأصعدة. وزير الخدمة المدنية الذي كان يتحدث عن تطلعات الوزارة بحضور لفيفٍ من الإعلاميين وقادة الرأي خلال لقاءٍ سنوي -يقام للمرة الثانية-، أماط اللثام عن موعد إطلاق منصة “مسار”، وحدد الثاني من شهر فبراير المقبل موعداً للبدء في إطلاقها رسميآ ، في خطوةٍ تهدف من خلالها الوزارة إلى تقديم حزمة من الخدمات الالكترونية تعنى بمسيرة الموظف إبتداءآ منذ بداية التعيين وحتى نهاية خدمته. وترمي المنصة الرقمية لإدارة وتطوير الموارد البشرية الحكومية “مسار”، إلى توحيد كافة الإجراءات الإدارية والمالية وضمها تحت بوابة رقمية موحدة، تضم كافة خدمات وإجراءات وزارة الخدمة المدنية، متوافقةً مع اللائحة التنفيذية للموارد البشرية وأطرها التنظيمية. كما كشف الحمدان في أثناء اللقاء عن قرب إطلاق أكاديمية إعداد القيادات الإدارية بالمشاركة مع إحدى الجامعات المرموقة، التي تسعى من خلالها وزارة الخدمة المدنية إلى إعداد منهجية وآليات واضحة ومحددة لإعداد القيادات في القطاع العام. وفيما أصبح توجه وزارة الخدمة المدنية الاستراتيجي الجديد يرتكز على التمكين ويتواكب مع رؤية المملكة 2030، وبات دور الوزارة منظّما وداعما وميسرا ومراقبا، بهدف تطوير رأس المال البشري وخلق بيئة عمل حكومية محفّزة عبر خدمة مدنية ممكِّنة لأداء حكومي متميز لأجل وطن طموح،أكد الحمدان أن الوزارة نفذت خلال العام المنصرم 2019 العديد من البرامج والمبادرات المهمة في مسيرة التحول والتطوير تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 واستنادا لدورها في برنامج التحول الوطني، في الوقت الذي تعكف فيه الوزارة على اطلاق عدد من المشروعات والمبادرات الوطنية خلال العام 2020، مما سيكون لها أثراً كبيراً ومباشراً للمستفيدين من خدماتها. ومضى وزير الخدمة المدنية يقول: “آمنا في وزارة الخدمة المدنية بأننا نمتلكُ الدافعية الكافية لمواجهة الوضع الذي كانت عليه الجهات الحكومية المختلفة فيما يتعلق بشؤون الخدمة المدنية، ونظرنا بواقعيةٍ صريحةٍ إليه، فوجدنا تقادمَ الإجراءاتِ لمدى عقودٍ طويلة، لذا فنحن في وزارة الخدمة المدنية مؤمنون بالتغيير، وجادون فيه لأنه السبيل الأوحدُ إلى الارتقاء بمستوى الأداء”. وتضع وزارة الخدمة المدنية على عاتقها بحسب وزيرها الحمدان، واجبَ السير حثيثا نحو التكامل مع الجهات الحكومية، والربط الإلكتروني معها وبناء قاعدة بيانات مركزية في الوزارة ذات جودة عالية، تحوي بياناتِ جميع الموظفين والوظائف ، لتتمكَّن مع شركائها في الجهات الحكومية من رسم وإتخاذ القراراتِ السليمة ودعمِها، ووضع الخطط الاستراتيجية، وتطوير القوى العاملة، وجعل عمليات الموارد البشرية تتم وفق ممارساتٍ إدارية حديثة وشفّافةٍ وعادلة، وتحقق خلال الفترة الماضية جلب 85٪ من بيانات موظفي القطاع الحكومي المدني. وجاء إصدار اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في الخدمة المدنية لتقضيَ على أهمِّ معضلة في بيئة العمل الوظيفي الحكومي، وهي تقادمُ اللوائح، وما يرتبط بها من سياسات وإجراءات العمل على نحو لا ينسجم مع تحقيق المستهدفات ومتطلبات المرحلة، فقد استهدفت اللائحةُ تمكينَ الجهات الحكومية من إدارة مواردها البشرية، وتطويرها، وخلق بيئة نظامية حديثةٍ. وفي تمكين المرأة، فقد حققت الوزارة تقدماً في تعزيز دور المرأة القيادي في القطاع العام، منذ انشائها “وكالة تمكين المرأة” وإطلاق مبادراتها ومشاريعها الهادفة إلى تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في القطاعات الحكومية وزيادة مشاركتها في صناعة التحول لمواكبة متطلبات رؤية المملكة 2030. ومكّنت وزارة الخدمة المدنية بناءً على سعيها لتطوير بيئة العمل الحكومي، 450 جهة حكومية، للقيام بخدمة أكثر من 1,2 مليون موظف يعملون في عديد من القطاعات الحكومية والهيئات في القطاع العام. ولم يشأ وزير الخدمة المدنية الاستئثار بالمشهد كاملاً، حيث دفع بوكلاء وزارته للحديث عن الدور المناط بتلك الوكالات، إذ أخذ ماجد بن بتال وكيل إدارة رأس المال البشري، والمهندس فيصل باخشوين وكيل الوزارة للتحول الرقمي، وهند الزاهد وكيلة الوزارة لتمكين المرأة، وماجد المعجل وكيل الوزارة للابتكار والتميز، كلٌ حسب تخصصه بالحديث بإسهاب عن إنجازات الوكالات، التي تعتبر أذرعةً محركة لعمل وزارة الخدمة المدنية.