كشفت الصحيفة البريطانية "فايننشال تايمز"، سبب هجوم الرئيس دونالد ترامب على المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف. بي. آي) جيمس كومي، الذي وصفه ب"الماكر والكاذب". وتحدث كومي في مذكراته التي نُشرت تحت عنوان "الولاء العالي يوم الثلاثاء"، عن أسبوع متوتر حددته غارات مكتب التحقيقات الفيدرالي على مكتب وفندق المحامي الشخصي للرئيس ترامب. واشار كاتب المذكرات غاريت غراف، الذي كتب العديد من كتب السير الذاتية إن "هذا هو أغرب فصل في تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يعود إلى 110 أعوام". وبدأت الحرب الإعلامية بين ترامب وكومي بالفعل بعد أن تسرّبت مقتطفات من كتاب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق قبل نشره الرسمي في 17 من شهر نيسان/أبريل الجاري. ووصفت المذكرات المنتظرة منذُ فترة الرئيس أنه "غير أخلاقي وغير مقيَّد بالقيم الحقيقة والمؤسسية" ونعتته برئيس الغوغاء ذي "الدائرة الموافقة الصامتة، ورئيس السيطرة الكاملة، وصاحب وجهة النظر العدائية المقسِمة للعالم". وتتناول أكثر أبواب الكتاب إثارة ادّعاءات ملف شهر كانون الثاني/يناير من العام 2017، الذي يدّعي أن ترامب دفع لبنات الليل للتبول على بعضهن البعض في فندق بالعاصمة الروسية موسكو. ووفقًا للتقارير، أزعج هذا الادعاء غير المُثبت الرئيس للغاية، فاقترح أن يتم التحقيق فيه لدحضه، وأشار كتاب كومي إلى أن ترامب قال: إنه "منزعج من وجود احتمال بنسبة 1٪ من أن تصدّق زوجته ميلانيا صحة هذا الادعاء". من جانبه، ردَّ ترامب صباح الجمعة بتغريدتين وصف فيهما كومي أنه "مسرّب للمعلومات وكاذب"، مؤكدًا أن تعامل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق مع التحقيق في رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية "سيُعتبر أحد أسوأ الأعمال الفاشلة في التاريخ". وبدورهم كان مؤيدو الرئيس يجهزون لحملة تكذيب كومي قبل جولته في البلاد للترويج للكتاب، حيث وصفته اللجنة القومية للحزب الجمهوري ب"كومي الكذّاب" وأبرزت انتقادات الديمقراطيين للقرارات التي اتخذها في تحقيق كلينتون. وأصبح الجمهوري كومي، الذي عمل مدعيًا عامًا لمدة 3 عقود حتى إقالته من قِبل ترامب في العام الماضي، شخصية مثيرة للجدل خلال الانتخابات الرئاسية العام 2016، واتُهم بإحباط حملة هيلاري كلينتون.