صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد هجومه على المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووصفه بأنه "جبان" بعدما سرب للصحافة مضمون اجتماعات خاصة عقداها تكشف أن ترامب طلب منه التخلي عن التحقيق في قضية التدخل الروسي. وفي تغريدة صباحية غاضبة من نادي نيوجيرسي للغولف الذي يملكه، شكك ترامب في شخصية كومي وما إذا كان قد انتهك القانون بالكشف عما دار بينهما من حديث. وكان كومي يقود تحقيقات الإف بي آي في تصرف عديد من مساعدي ترامب واتصالاتهم بالحكومة الروسية – التي تقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنها كانت تهدف إلى ترجيح كفة الانتخابات لصالح ترامب – قبل أن تتم إقالته. وعقب إقالته سرب كومي تفاصيل صادمة حول ما دار في سلسلة من اجتماعاته مع ترامب طلب منه فيها الرئيس "الولاء" ولمح إلى رغبته في أن يعلق تحقيقاً يجريه مكتبه بشأن مستشار ترامب للأمن القومي. وقال منتقدو ترامب إن ذلك يعتبر دليلاً على أن الرئيس قد يكون عرقل العدالة وهو ما يمكن أن يعتبر سببا للبدء في تحقيق بهدف إقالته. وحاول البيت الأبيض مراراً تحويل الانتباه عن محتوى اتهامات كومي وتوجيه التركيز على طريقة نشرها. وكتب ترامب في تغريدته الصباحية "أعتقد أن تسريبات جيمس كومي ستكون لها أهمية أكبر بكثير مما اعتقد بعض: إنها غير قانونية تماما؟ و(تعكس) جبنا كبيراً". وقال مارك كاسوفيتش محامي ترامب إنه سيتقدم بشكوى بشأن كومي لوزارة العدل التي تشرف على مكتب التحقيقات الفيدرالي. وفي شهادة تحت القسم أمام مجلس الشيوخ الخميس رسم كومي صورة لترامب بأنه شخص لا يمكن الوثوق به وأقر بأنه طلب من "صديق" قيل إنه أستاذ في الحقوق في جامعة كولومبيا، إيصال مذكرة بمحادثاته مع ترامب إلى الصحافة. وقال كومي إنه كان يأمل في أن يؤدي الكشف عن هذه المعلومات للصحافة إلى تعيين محقق خاص لتولي التحقيق في قضية التدخل الروسي، وهو ما نجح فيه. كما وصف الرئيس بأنه كاذب وقال إنه حثه على التخلي عن التحقيق حول علاقة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، بروسيا. والجمعة انتقد المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية كوري ليواندفسكي كومي وقال إنه "ليس رجلاً شجاعاً" بسبب تسريبه المعلومات من خلال صديق بدلاً من أن يفعل ذلك بنفسه. وصرح لشبكة "إن بي سي" أن كومي "أعطى ملاحظاته لأستاذ قانون في جامعة كولومبيا لأنه لم يكن رجلاً يملك ما يكفي من الشجاعة ليقدم هذه المعلومات مباشرة إلى الإعلام". ورغم أن ترامب انتقد كومي ووصفه بأنه "مسرّب للأخبار"، إلا أنه قال إن شهادة كومي "تبرئه بشكل كامل"، وركز على أن تأكيد كومي بأن ترامب شخصياً غير خاضع للتحقيق. إلا أن انتقادات ترامب لكومي أثارت مزيدا من المطالب بأن يقدم الرئيس بنفسه شهادته تحت القسم بعد أن نفى أن يكون قد طلب ولاء كومي ووقف التحقيق في فلين. والجمعة أشار ترامب إلى استعداده للقيام بذلك، وهي خطوة استثنائية بشكل كبير لرئيس لا يزال في منصبه. كما أشار ترامب عدة مرات إلى احتمال امتلاكه تسجيلاً لما دار بينه وبين كومي.