قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إنه اتفق مع نظيره السوداني عمر البشير، على العمل المشترك بين مصر والسودان وإثيوبيا لحل مشكلة سد النهضة، مشيرا إلى اتفاق القاهرةوالخرطوم على عقد اجتماعات دورية منتظمة لتعزيز مصالح البلدين. جاء ذلك خلال زيارة رسمية للبشير إلى القاهرة، بعد أسبوعين من عودة سفير السودان عبد المحمود عبد الحليم إلى مصر. وشدد البشير على قوة الروابط التي تجمع بين مصر والسودان، قائلا: "العلاقات السودانية المصرية هي أمانة، لأنها تاريخية، إذ يربطها التاريخ والجغرافيا والنيل والمصير المشترك والثقافة والدين، وكلها روابط قوية تساهم في مزيد من التعاون". وأكد البشير أن "مصلحة الشعبين (المصري والسوداني) تكمن في ضرورة التعاون المستمر بين البلدين"، مضيفا أنه تم الاتفاق على تيسير حركة المواصلات بين مصر والسودان بالطرق والسكك الحديدية، لتسهيل حركة المواطنين والسلع. وقال: "هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي مشكلات بين البلدين، ولتكون القضايا بناءة لمصلحة البلدين والشعبين". وأضاف أنه تحدث مع السيسي بشأن مشروعات الربط بين البلدين، سواء بالطرق البرية، أو النهرية أو البحرية، بالإضافة إلى ربط سكك حديد السودان ومصر. وقال البشير إنه اختار موعد الزيارة التي تتزامن مع موسم الانتخابات الرئاسية المصرية، "ليؤكد دعمه للمصر وأمنها، وللرئيس السيسي". وكانت العلاقات بين البلدين قد توترت مطلع العام الجاري بسبب ملف سد النهضة الإثيوبي. وتتخوف القاهرة من أن يؤدي بناء هذا السد الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 في المائة من احتياجات مصر المائية. وتصاعد التوتر بين أطراف أزمة سد النهضة خلال الشهرين الماضيين خصوصا بعد إعلان وزير الري المصري محمد عبد العاطي في نوفمبر الماضي فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب. وأعلنت مصر في فبراير تأجيل جولة جديدة للاجتماع الثلاثي مع السودان وإثيوبيا كان من المقرر انعقاده في الخرطوم بشأن سد النهضة بناء على طلب من إثيوبيا بعد استقالة رئيس وزرائها. ومن المتوقع أن تعقد هذه الجولة المؤجلة في الأسبوع الأول من أبريل المقبل بحسب السفير السوداني.